مثل أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة مؤخرا شاب في العقد الثاني من العمر، ليواجه تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بعدما قام بحرق زوجته وهي نائمة في وجود ابنه صاحب السنتين. الزوجة صاحبة ال 24 سنة روت لقاضي محكمة الجنايات الواقعة التي تعود إلى شهر رمضان الفارط بتفاصيلها وأنها لم تشعر إلا والنار تلتهب في ملابسها وأصابتها على مستوى اليدين والوجه، وأرجعت الضحية سبب الجريمة إلى المشاكل التي بينهما، مصرّحة أنها وخلال إحدى ليالي شهر رمضان لاحظت على زوجها اضطرابا غير عاديا، حيث كان يدخل ويخرج من المنزل، وعند حان موعد الإفطار لم يجلس على المائدة على غير عادته، ما جعلها تبحث عنه قبل أن تجده في قبو العمارة، فطلبت منه الصعود لتناول فطوره، إلا أنه سبها ضربها وطردها، فعادت إلى المنزل مستغربة تصرّف زوجها، قبل أن تقرر العودة إلى القبو لتستفسر الأمر، أين وجدت أحد أبناء الحي فسألته عن زوجها ليخبرها أنه غير موجود، عندها انتبهت لإنبعاث ضوء من القبو فسألته عمن بالداخل، فقال لها إنه أحد سكان العمارة وعشيقته، ما جعلها تعود إلى المنزل أين فسمعت شقيقة زوجها تتحدث إليه وتطلب منه أن لا يخرج من القبو لأن زوجته ستكتشف أمره، وعندما عاد إلى البيت نشب بينهما شجار أين طلبت الضحية الطلاق، لكنه الزوج رفض وطلب الصفح لأنه خانها مع أخرى، فكان له ذلك شرط أن يقطع علاقته مع عشيقته، غير أنها وبعد مدّة وجدت رقم هاتفها عنده، وتأكدت أنهما لا زالا على اتصال ما زاد في حدّة المشاكل بينهما على حد قولها. أغلق الباب وسكب عليها الكحول وعن يوم الجريمة قالت الضحية إنها خلدت للنوم بعد وجبة السحور، عندها دخل زوجها وأغلق الباب واضعا المفتاح في جيبه، ولكنها لم تعط للأمر أهمية، وبعد أن غطت في نوم شعرت بمادة سائلة بجسمها بعدما سكب عليها قارورة الكحول، عندها استفاقت من نومها وشاهدت زوجها يحمل ولاعة وقام بإشعال النار بسرعة، ما جعلها تصرخ وتحاول إطفاء النار، وعندما تدخّل والده وأخته رفض فتح باب الغرفة بعدما أخرج الطفل منها، وأضافت الضحية أنها تمكنت من إطفاء النار بعدما أصيبت بحروق، وعندما طلبت منه نقلها إلى المستشفى رفض واكتفى بمنحها بعض الأدوية، وفي اليوم الموالي – حسب رواية الزوجة- قدمت أختها والدتها إلى منزلها لاطمئنان عليها على اعتبار أن هاتفها النقال ظل مغلقا لأيام، غير أن الزوج رفض أن يفتح لهما الباب خوفا من أن تشاهدها وهي محروقة، غير أنها طمأنته أنها ستدّعي بأنها أصيبت بعد انقلاب الزيت الساخن عليها، فاطمئن الزوج وسمح لهما بالدخول لتقلاها إلى المستشفى. المتهم الذي أكدت الخبرة أنه في كامل قواه العقلية أنكر التهم الموجهة إليه وأصّر أن زوجته أصيبت بحروق بعدما انقلبت عليها مقلاة من الزيت الساخن عندما كانت تحضّر الأكل، مكذبا ما جاء في تقرير الخبرة الذي أفاد أن الضحية تعرضت للحرق عن طريق مادة سريعة الالتهاب، النيابة العامة طالبت تسليط عقوبة 15 سنة ضده المتهم إلا أن الزوجة تنازلت عن الدعوى، وأكدت أنها صفحت عن زوجها ليدان بعقوبة ثلاث سنوات سجنا.