احتضنت غرفة الصناعة التقليدية والحرف بعنابة، نهاية الأسبوع المنصرم، يوم دراسي حول التكوين داخل المؤسسات العقابية للمحبوسين ومرافقتهم بعد تسريحهم إلى غاية إنشائهم لمؤسساتهم والنجاح فيها. تناول الملتقى واقع المسبوقين قضائيا والمحبوسين الذين لا يزالون في موقع تهميش من قبل المجتمع وعديد السلطات التي للأسف لاتقدم جهود بارزة في إدماج هذه الفئة للحياة الطبيعة، كون أن المجتمع لايزال يرى المسجون شخصا إرتكب جرائم وأفعال مشينة ولم يبق له أمل في العيش حياة كريمة أو تكوين صداقات. الملتقى الذي كان مبادرة متميزة من غرفة الصناعة التقليدية والحرف بعنابة حضره مدير المؤسسة العقابية "بالعلاليق" ومدير المؤسسة العقابية "ببوزعرورة" التابعين لبلدية البوني وممثلين عن وكالة "أونساج" و"أونجام" و"كناك"، إضافة الى مدير النشاط الإجتماعي والتضامن ومديرية التشغيل وجمعيات فاعلة بالولاية، وتناول الحضور واقع المحبوسين الذي يترجم جهود السلطات التي سطرت برامج تكوين وتلقين حرفة للمسجون، والذي بخروجه تعد مهنة له تخوله الدخول لعالم الشغل ونيل رزق منه، كما عرفت وكالات الدعم عن دورها في هذا الخصوص وأنشطتها التي تسطر في مضمونها قيام هيئاتها بعدة حملات تحسيسية وتوعوية على مستوى مختلف المؤسسات العقابية بالولاية، لتوعيتهم بالإمكانيات التي تطرحها هذه الوكالات لدعمهم من أجل فتح مشاريع ومؤسسات مصغرة للعمل بمهنة شريفة تعد رزقهم اليومي ومحيط إبعادهم من العودة لأسوار السجن عبر تربية أنفسهم في واقع الطموحات والرغبة في النجاح. وقد طرح أحد الأساتذة الحرفيين بالمؤسسة العقابية "بوزعرورة " إمكانية رفع عدد ساعات التعليم لتلقين مهارات الحرفة بالشكل المرغوب، وطرح فكرة إنشاء ورشات صناعية للعمل داخل المؤسسات العقابية يكون هدفها صناعة منتجات حرفية وبيعها عبر إبرام إتفاقيات مع مختلف الجهات المعنية، فيما طرحت الجمعيات أن تمنح السلطات البلدية والولائية بعض المناقصات لهذه الفئة أوحتى بعض البرامج، والتي يمكن أن تشكل فارقا لأصحاب المشاريع الصغيرة. ولم ينكر المشاركون بالملتقى أنه لا يمكن إنقاذ كل المسبوقين القضائيين وكل المساجين السابقين من عدم العودة إلى السجون مرة الأخرى بتهم أخرى.