أطلق رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، رصاصة الرحمة على الكرة الجزائرية، حين قرر سحب منتخبي أقل من 17 سنة و20 سنة من المشاركة في تصفيات المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا التي تحتضنها كل من السنيغال والنيجر سنة 2015. ليوجه بذلك ضربة قاصمة للفئات الشابة التي توليها مختلف الإتحادات العالمية أهمية قصوى، بما أنها تعد خزان المنتخب الأول ومشتلته الأساسية التي يعتمد على خريجيها من المواهب في المستقبل. ورغم الاحترافية الكبيرة التي أظهرها في تسيير شؤون الإتحادية الجزائرية التي أضحت كيانا قويا بشهادة القاصي والداني، إلا أن العهدة الجديدة ل الحاج محمد روراوة شابتها الكثير من الأخطاء بعدما حصر طموحاته في المنتخب الوطني الأول، الذي أضحى فعلا الشجرة التي تغطي على الكثير من العيوب والمشاكل التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية لعقود طويلة. إذا كان روراوة، حسب العديد من المختصين قد أرجع قرار رفض مشاركة "الخضر" لأقل من 17 سنة و20 سنة للنتائج الكارثية التي حققها أشبال الفرنسي نوبيلو في النسخة السابقة، إلا أن قراره الارتجالي عصف في نظر الكثير بالكثير من المواهب وعبث بالفئات الشابة، ليبقى المنتحب الوطني الأول الشجرة التي تغطي أخطاء روراوه. انسحاب المحليين من "الشان" والبطولة العربية اللغز ولم تكن هذه هي أول مرة يتخذ فيها محمد روراوة، رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم قرارا ارتجاليا كهذا، حيث سبق له قبل أشهر من الآن أن قرر الانسحاب من المشاركة في منافسة كأس شمال إفريقيا "الشان" الخاصة باللاعبين المحليين، رغم إعتراض نواب البرلمان حينها خلال المصادقة على مشروع القانون المتعلق بالأنشطة البدنية والرياضية، على قرار الاتحادية القاضي بالانسحاب من تصفيات البطولة الإفريقية للمحليين، ثم ترسيم عدم تمثيل الجزائر بأي منتخب من المنتخبات الوطنية في البطولة بمختلف فئاته العمرية في البطولة العربية الأخيرة التي جرت بالسعودية، تاركا بذلك كل المتتبعين لحال الكرة الجزائرية والمنتخبات الوطنية مستغربين للسياسة المتبعة من قبل روراوة بسبب قراراته التي يبقى المغزى الحقيق من ورائها غير مفهوم تماما، سيما وأن المشاركة في أي دورة مهما كان مستواها كانت لتكسب اللاعبين الكثير من الخبرات بالاحتكاك بلاعبي المنتخبات الأخرى، وحتى أن مثل هذه البطولات لا تدخل في خانة البطولة التي تعترف بها الاتحادية الدولية للعبة، إلا أنه دائما ما يتم اكتشاف مواهب جديدة ويبرز فيها لاعبون كبار، سيما وأن توقيتها دائما ما يكون مناسبا. مصير المنتخب الأولمبي مجهول ومشروع المنتخب المحلي مشلول.. والنقطة التي لازالت تثير تساءل الكثير من المختصين ومتتبعي الكرة الجزائرية إضافة إلى انسحاب الجزائر من المشاركة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015 في الفئات الشبانية، هي ما مصير السبب الحقيقي الذي كان وراء تهميش المنتخب الأولمبي، وما مصيره فمنذ نهاية الدورة التصفوية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012، التي شهدت ولادة منتخب مغاير بمواهب شابة تنبئ بمستقبل واعد للكرة الجزائرية في صورة بن العمري، شافعي، بن علجية، عبيد، بلكلام، والقائمة طويلة، ونفس الأمر مع مشروع المنتخب المحلي الذي توقف بعد المشاركة المشرفة في "الشان" مباشرة، فما الضرر منح الفرصة للاعبي هذه الفئات سواء الصغرى أو حتى المنتخبين المحلي والأولمبي من المشاركة في هذه البطولات، باعتبارها فرصة كبيرة لاكتشاف العديد من اللاعبين من جهة، وتجريب جاهزية الذين يلعبون في المنتخب الأول من جهة أخرى. هل روراوة مخطئ في قراره بالانسحاب وتهميش جيل كامل من الشباب...؟ بذكر كل المعطيات السابقة، يتبين أنّ قرار الرجل الأول على رأس البناية المتواجدة بدالي ابراهيم فيه نسبة كبيرة من السلبية أو لنقل أنه سلبي ألف في المائة، لأن تضيع فرصة كبيرة لتجميع اللاعبين الذين الشبان من المحليين أو المتواجدين خارج الوطن وزرع فيهم حب الوطن وغلق الطريق أمام المنتخبات الطامعة في ضمهم من الآن كما أن اكتشاف اللاعبين الشباب للأجواء الموجودة في أدغال إفريقيا كما هو الحال مع كان فئة أقل من 17 سنة و20 سنة بالسينغال والنيجر الذين سيعرفون مشاركة منتخبات قوية، كان سيأتي بكثير من الفائدة على المنتخبات الوطنية حتى ولو لم نفز باللقب.