يعرض، اليوم، محمد روراوة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، على أعضاء الجمعية العامة بفندق ''ميريديان'' بوهران، آخر حصيلة مالية وأدبية لعهدته الأولمبية الثانية، التي شهدت جملة من النكسات للكرة الجزائرية، جعلت حصيلة الاتحادية ماليا وأدبيا على طرفي نقيض. وإذا كانت الاتحادية التي يشرف عليها محمّد روراوة تعيش بحبوحة مالية غير مسبوقة منذ تأسيسها، فإن النتائج الفنية لمختلف المنتخبات الوطنية كانت كارثية وبعيدة كل البعد عن طموحات الجماهير وتطلعاتهم، وبعيدة أيضا عن الحد الأدنى للأهداف المسطرة من طرف رئيس ''الفاف'' مع مختلف المدربين المشرفين على المنتخبات الوطنية، وهو واقع يفترض أن يحرج اليوم أي رئيس للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مثلما عهدناه في وقت سابق مع المرحوم عمر كزال الذي خلفه روراوة في ,2001 بعد اضطرار كزال للرحيل عقب الخسارة المذلة أمام منتخب مصر بنتيجة 5 / 2 بالقاهرة ضمن تصفيات مونديال .2002 وبعيدا عن النفقات الكثيرة للاتحادية على مشاريع بناء منتخبات وطنية وتحقيق أفضل النتائج قاريا ودوليا، لم يتحقق على أرض الواقع أي شيء، ومحاولة ''الفاف'' تلميع صورة الاتحادية والمنتخب والكرة الجزائرية من خلال توفير ظروف تحضيرات أفضل وتنظيم دقيق لسير الهيئة الكروية، فإن الحصيلة الأدبية التي سيعرضها رئيس ''الفاف'' اليوم على أعضاء الجمعية العامة بالفندق الفخم ''ميريديان'' بوهران التي أقام فيه مختلف الأعضاء، ليلة أمس، على حساب الاتحادية، لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن توصف بالإيجاب، لأن النتائج الفنية المسجّلة لا يختلف فيها اثنان، كون الإقصاء كان القاسم المشترك بين كل المنتخبات في الموسم الكروي الأخير. خروج المنتخبات تباعا من المنافسات القارية رئيس الاتحادية الذي جعل من المنتخب الأولمبي بمثابة ''الابن'' الذي يرعاه حتى يكبر ويصبح قويا، سقط في دورة المغرب وخرج من الدور الأول، وضاعت مع انسحابه آمال بلوغ الأولمبياد وأحلام تحضيره ليكون لاعبوه نواة المنتخب الأول مستقبلا. بينما ''سقط'' منتخب أقل من 17 سنة (الأشبال) في آخر دور من تصفيات كأس أمم إفريقيا المقررة بالمغرب في مارس المقبل، حين أقصي أمام منتخب بوتسوانا في مباراة الإياب بالجزائر، قبل أن تضيع كل الآمال مع منتخب الأكابر تحت إشراف وحيد حاليلوزيتش، حين صنع ''الخضر'' الحدث على طريقتهم في دورة جنوب إفريقيا، وأصبحوا أول منتخب يغادر الدورة رسميا بعد هزيمتين. أضف إلى ذلك، فإن منتخب المحليين الذي تنتظره مباراة مصيرية أمام ليبيا، بعد ثلاثة أشهر من الآن، يوجد دون مدرّب، وهو إخفاق آخر يحسب على تسيير روراوة. مسؤولية أعضاء الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم ستكون كبيرة جدا، حين يتم دعوتهم للتصويت بالإيجاب أو بالسلب على حصيلة رئيس الاتحادية. وهم يدركون جيدا إخفاقاته من الناحية الفنية. وحديث محمد روراوة المحتمل جدا عن الأرقام والتمريرات والأداء الجيد للمنتخب في جنوب إفريقيا، بوجهة نظر المتتبعين، سيكون خارج إطار الحصيلة الأدبية التي لا تعترف سوى بالنتائج.