قررت جبهة الجزائر الجديدة المشاركة في الانتخابات الرئاسيات القادمة، وخوض غمار التنافس لهذه الاستحقاقات، إما عن طريق الدفع بمرشح باسم تشكيلتها السياسية، أو الذهاب نحو اختيار دعم مرشح رفقة تشكيلات سياسية أخرى، حيث أرجح الحسم في أحد هاتين الخيارين ليوم السبت القادم من خلال اجتماع سيضم أعضاء المكتب الوطني والمجلس الوطني للحزب. ووضع جمال بن عبد السلام أمس عددا من الشروط لتبني خيار الذهاب نحو دعم مرشح أخر، حيث أوضح خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الحزب أن دعم مرشح لا يمكن أن يكون إلا من خلال اجتماع نقاط ثلاث مرتبطة بالدولة، الشعب، والحزب في حد ذاته، أي أن المرشح الذي لابد أن تتوفر فيه مقاييس الدفع بالدولة الجزائرية إلى الأمام وأن يكون له وزن على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، وأن يكون صاحب برنامج انتخابي موجه لخدمة الشعب الجزائري، وأن يمكن جبهة الجزائر الجديدة من التموقع السياسي وجعل حزبه فاعلا وقويا، وحرص بن عبد السلام في هذه النقطة بالقول أن تشكيلته السياسية لن "تطبل" لأي مرشح لديه مشروع يتناقض مع الرؤية الاستراتيجية للحزب، أو تتناقض أفكاره مع سياسة حزبه، وأنه سيدعم المرشح الذي يمكن جبهة الجزائر الجديدة من التموقع السياسي وأخذ مناصب المسؤولية في الدولة والوصول إلى السلطة بقوله " نحن لسنا جمعية خيرية، والبحث عن الوصول إلى السلطة ليس بتهمة...". وبدى من حديث جمال بن عبد السلام أن خيار الوصول إلى اختيار مرشح توافقي لن يكون سهلا، إلا أنه مفتوح على كل الاحتمالات، إذ أبرز أن حزبه متفتح على كل الخيارات، ولن يقصي أي جهة تريد الاجتماع مع حزبه على طاولة واحدة، بما في ذلك رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأن تحقيق التوافق أوسع من الانتماء إلى تيار ما بما في ذلك التيار الاسلامي، قائلا" لسنا خصوما لأحد". وستحضر جبهة الجزائر الجديدة بعد الفصل في خيار مرشحها للرئاسيات القادمة مهرجانا للإعلان الرسمي عن اسم المترشح الذي ستدخل به التنافس، والبدء في التحضير لبرنامج انتخابي وحملة انتخابية لإقناع الناخبين بالتوجه لصناديق الاقتراع، وبرر بن عبد السلام خيار المشاركة في الاستحقاق الانتخابي بعدم ترك الطريق شاغرا، وأنه لن يشارك من منطلق تزكية السلطة كما يروج البعض حول المرشحين.