اعتبرت أحزاب سياسية رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس للرد على الاتهامات الموجهة إلى المؤسسة العسكرية غير كافية، وينبغي أن تستكمل بإجراءات تتجاوز الأقوال إلى الأفعال لحماية استقرار الوطن وتفادي الصراعات. قال القيادي ونائب رئيس مجلس شورى "حمس" في تصريح ل"السلام" في قراءته لما تضمنته الرسالة أن رئيس الجمهورية باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني كان ينبغي أن يتحمل مسؤوليته حول ما يدور، وينتقل من مرحلة الكلام إلى مرحلة القرار ولا يكتفي بالأقوال، ويتخذ الإجراءات المناسبة حول ما يعتبره مساسا بالمؤسسة العسكرية، وأضاف نعمان لعور أن البلبلة التي تحدث عنها الرئيس في رسالته حدثت بعقر دار واحدة وعائلة واحدة، تشير إلى الصراع الموجود حول طريقة الحكم، وتداخل الأدوار بين السياسيين والعسكريين، معتبرا أن تصريحات سعداني الأخيرة واتهاماته يُعلّق عليها المواطن البسيط أو المعارضة، أما المسؤول الأول عن البلاد فلابد أن يتحمل مسؤولية ما حدث باتخاذ الإجراءات المناسبة. ويقول الأمين العام لحركة النهضة محمد الذويبي إن الحركة تطالب دوما بخروج رئيس الجمهورية عن صمته، والحديث عن كل ما يتعلق بالوضع العام بالبلاد، وأن تتحمل مؤسسات الجمهورية مسؤولياتها حول كل ما يجري. وقال ذويبي إن حديث رئيس الجمهورية من خلال رسالته لم يكن كاملا ولا كافيا، وعلى الرئيس أن يتحمل مسؤوليته حول مثل تلك التصريحات وما جرى من تجاذبات وصراع في الأيام الأخيرة وأن يتخذ قرارات ملموسة في هذا المجال، مضيفا أنه كان على رئيس الجمهورية أن يدافع عن المؤسسة العسكرية مند زمن وليس بعد أن وصلت الأمور إلى حد التعفين ووقع إنحراف في النقاش. واعتبر رئيس جبهة التغيير أن تصريحات سعداني كانت ممكن أن تفتح نقاشا واقعيا وتعيده إلى الواجهة لو أنها لم تمتزج بالشخصنة المفضوحة والحسابات السياسية الضيقة المربوطة بالأغراض الانتخابية، مضيفا أن مواجهة مثل هذه التجاوزات لابد أن يكون بتنفيذ القرارات وليس مجرد كلام. ورفض قيادي ونائب بجبهة العدالة والتنمية الخوض في تعليقات على ما تضمنته رسالة رئيس الجمهورية من ردود حول ما يحدث في الساحة السياسية، مكتفيا بالقول "تلقيت الرسالة مثلما تلقاها الشعب الجزائري ولا تعليق لدي حولها". وثمّن تجمع أمل الجزائر الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية حول تصريحات أفرزت أجواء مشحونة عشية الرئاسيات، واعتبر الناطق الرسمي باسم الحزب نبيل يحياوي وحدة الجيش الوطني الشعبي ومؤسسات الدولة صمام أمان وضمانة أساسية لتعزيز أمن واستقرار البلاد، لا ينبغي زعزعتها بالإثارة وتأجيج الصراعات. ودعا التجمع الوطني الديمقراطي أمس إلى الإبتعاد عن الإنحرافات التي عرفتها الساحة السياسية في الأيام الأخيرة وتجاوزت الأخلاق السياسية. وقال بيان للحزب، بعد اجتماع للأمانة الوطنية، أن الأمين العام للأرندي عبد القادر بن صالح شدّد على ضرورة التمسك بالقيم السياسية والإبتعاد عن الإنحرافات والتجاوزات المسجلة في الأيام الأخيرة. واعتبر بن صالح أن هذه التطورات تشكل مساسا خيرا بالممارسة السياسية وقيم المجتمع الجزائري. وتناول اجتماع الأمانة الوطنية للأرندي التحضيرات للإنتخابات الرئاسية القادمة.