تعج شوارع وهران مند شهور بالماليين النازحين إلى عاصمة غرب الوطن والدين أصبح عددهم يتضاعف من يوم لأخر، حيث يتم إحصاء أسبوعيا أكثر من 250 نازح إفريقي من مختلف الجنسيات إلى وهران وأغلبيتهم من الماليين بحكم الحراك القائم هناك وما يجري في منطقة الساحل من اشتباكات ضارية جعلت العشرات من العائلات المالية تفر طلبا للاستقرار والسلم وكذا للاسترزاق وبحثا عن الطعام لأبنائهم، الذين أصبحوا يمتهنون بدورهم حرفة التسول على المارة وداخل الحافلات لكسب عطف المواطنين حاملين بعض الأواني أطفال في مختلف الأعمار يتواجدون في حالة صعبة وملابسهم ممزقة وأغلبيتهم يسيرون حفاة وهو المشهد المتكرر يوميا بشوارع المدينة أين تجد جماعات من الأطفال يسيرون مع بعضهم البعض خوفا من الاعتداء عليهم من كلا الجنسين، ويتوسلون من المارة لمنحهم قطعة نقود لشراء بعض المأكولات في هذا البرد عليها تسكن آلام الجوع، وذلك في غياب مصالح مديرية النشاط الاجتماعي التي رفعت أيديها بالولاية عن هذه الشريحة من البشر، التي تعيش أوطانها ظروف حرب صعبة وصراعات داخلية. أفادت مصادر مضطلعة لجريدة "السلام" أن هناك العشرات من النازحين الأفارقة يقبلون في الحافلات على وهران قادمين من ولايات الجنوب، منهم من يأتي في سيارات الأجرة وآخرين بواسطة الحافلات التي تقوم بنقلهم نحو محطة "يغمراسن" محملين بمختلف السلع من ألبسة ممزقة وأواني للأكل وغيرها، وذلك بكميات كبيرة ما يجعل الأماكن التي يجلسون فيها غالبا شبه مفرغات، والأطفال الرضع يجلسون على الأرض مع أمهاتهم وهم شبه عراة وبدون ملابس، وفي حالة مزرية للغاية، خاصة أن أغلبيتهم نساء ويتواجدون في مواقع حساسة من شوارعه الكبرى بوسط مدينة وهران وكذا بحي المدينة الجديدة أين تجدد عائلات تفترش الكرتون للنوم عليه، ونحن في أعز أيام برد هذا الشتاء، تبقى تلك العائلات تستعطف المارة للتصدق عليها، بالأكل أو الملابس وغيرها من المواد وهو حال تلك العائلات النازحة من أوطانهم، في وقت تسجل يوميا بمراكز الولادة عبر مختلف المؤسسات العمومية العشرات من النازحات لوضع موالدهن وحملهن.