حذر أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم السابق، من "انزلاقات" محتملة قبل رئاسيات 17 أفريل القادم، متحدثا عن قناعته بأن "الوطن في خطر"، ملخصا مظاهر الخطورة في قمع الحريات التي ستنقل "الفعل المعزول" للوقفات الاحتجاجية إلى تيار شعبي عارم، عززه فرز المواطنين إداريا على أساس "الولاء الانتخابي"، الذي يؤسس–يضيف سلطاني- لسابقة خطيرة على الوحدة الوطنية وعلى مستقبل الأجيال، "في ظل اتساع دائرة العزوف واليأس من الفعل الانتخابي"، وحمل صناع القرار تبعاته. وفتح سلطاني النار على دعاة الاستمرارية وعلى من وصفهم بالمدندنين حول مرشح التوافق، متهما في مقال له معنون ب"لن يتوقف قطار الوطن في محطة 17أفريل" من سماهم "أنصار المساندة" بشحن الساحة الوطنية بجميع أنواع الذخائر القابلة للاشتعال على نحو صار الرأي العام مشدودا إلى لحظة ميلاد وصفها ب"أزمة جديدة". وعرج رئيس سلطاني على الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، منتقدا أداء السلطة التي تحاول "استيعاب دائرة الاحتجاجات وبؤرها بسياسة رجال المطافئ"، رغم أن كل الممارسات تدفع ب"اتجاه تثوير الحاضر وتلغيم المستقبل وتعقيد مهمة الرئيس المقبل". وقال سلطاني إن الاستقطاب الحاد سيعقد مهمة الجميع عندما يجدون أنفسهم مجبرين على الانحياز لمعسكر الاستمرارية أو التخندق مع طلائع التغيير، مضيفا "عندئذ يصبح عدم الانحياز -إلى هذا الفريق أو ذاك- "جريمة وطنية" يدفع الجميع ثمنها عند الابتعاد عن البدايات الديمقراطية التي أفرزت خمسة تيارات تتجاذب أطراف الثوب الوطني "المهدد بالتمزق"، مستطردا "وهي تيارات المساندة بذريعة الاستقرار والاستمرارية، والمقاطعة بحجة أن اللعبة مغلقة وقواعدها غير محترمة، وتيار البدائل المحتملة لترجيح كفة مرجوحة، ودعاة المرحلة الانتقالية لإطالة عمر الأزمة، إضافة لأصحاب فكرة توقيف المسار الانتخابي لتوريط النظام".