حمّل مسؤولون أمنيون صفحات ومجموعات ناشطة بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" مسؤولية تغذية العنف في غرداية، واتهموها بإشعال وتأجيج نار الفتنة الطائفية في المنطقة، التي استعادت مظاهر التخريب والمواجهات الدامية التي كسرت هدوء دام أسبوعا. قال مسؤولون أمنيون، إن صفحات ومجموعات فايسبوكية تتحمل مسؤولية تعفين الأوضاع ونشر الفتنة والتحريض الطائفي والعرقي بين أبناء غرداية، بناء على نتائج تحقيقات أمنية معمقة، أجرتها لجنة مختصة من المديرية العامة للأمن الوطني حول سبب اندلاع أعمال العنف في المدينة، وخلصت إلى حرص أكثر من 10 صفحات على التحريض العنصري المباشر. ويعمل مختصون من مصلحة مكافحة الجريمة الإلكترونية في المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع قيادة الدرك الوطني، منذ أسابيع على ملاحقة نشطاء هذه الصفحات وقادة هذه المجموعات في موقع فايسبوك، حيث أوضحت آخر مستجدات هذه العملية مواجهة المحققون صعوبات كبيرة في الوصول إلى الأشخاص المعنيين لإستعمالهم أسماء مستعارة، فضلا عن إحتياطات أمنية إلكترونية، بحكم أن عددا منهم متخصص في نُظُم المعلوماتية والقرصنة الإلكترونية. واعتبرت هذه التحقيقات الأمنية صفحة "غرداية.إتش.دي"، فضلا عن مجموعتي "غرداية تغردايت" و"مزاب.إتش.دي"، فضلا عن ومجموعة "الحاج مسعود إتش.دي"، الأكثر خطورة والأوسع نشاطا وتداولا بين أهالي غرداية ومجاورها، لأنها تعمل -وفق هذه التحقيقات الأمنية- على المزج بين إشاعات كاذبة ومعلومات حقيقية حول المواجهات، فضلا عن نشر تعليقات وبعض الشائعات والأخبار غير الحقيقية المصحوبة بالصور. في السياق ذاته، تجددت أول أمس المواجهات بين الشرطة وشباب من حي الجاج مسعود، صاحبتها مواجهات أخرى متفرقة بين شباب عدد من الأحياء، كسرت الهدوء الذي عاشته المدينة حوالي أسبوع، أسفرت عن حرق وتخريب عشرات السيارات والممتلكات الشخصية، وبعض المرافق العمومية، ولجأ شباب آخرون أيضا إلى نصب حواجز في بعض المداخل الرئيسية للمدينة بعد قطعها ببقايا ما أحرقوه وخربوه، لسرقة مركبات المواطنين والاعتداء عليهم.