لا شك أن كل الأمور مواتية للإكثار من التوغلات إلى ليبيا قصد الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من السلاح الثقيل والرجوع به إلى النيجر ومالي، حيث القواعد المتنقلة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقد وقع اشتباك عنيف بين الجيش النظامي وعناصر عبد الحميد أبي زيد في منطقة أغاديز وهذه المرة الثانية في ظرف قصير يحدث فيه هذا، بعد الاشتباك الذي استطاع إثره الجيش النيجيري الظفر بالسلاح والذخيرة التي تركها عناصر القاعدة ولا سيما 800 كلغ من مادة السنتكس شديدة المفعول. قال وزير دفاع النيجر محمدو كاريديو في بيان أصدره يوم الجمعة أن دورية تابعة للجيش هاجمت رتلا يحمل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في منطقة أغاديز الشمالية وقتلت ثلاثة منهم، وجاء في البيان أن قوات الجيش استولت على كميات من الأسلحة وأسرت 50 شابا كانوا قد جندوا قسرا في صفوف التنظيم. وأكد الوزير قوله “إن الشباب الذين حرروا سيأخذون إلى العاصمة نيامي من أجل استجوابهم”. ويذكر أن تنظيم القاعدة ينشط في بلدان المغرب الإسلامي خاصة النيجر ومالي تحت قيادة الأمير عبد الحميد أبي زيد، وتفيد التقارير إنه يغري الأهالي بالأموال من أجل الانضمام إلى التنظيم. والظاهر أن النيجر أصبحت قبلة القاعدة الجديدة، وكان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أكد قبل يومين أن الرهائن الفرنسيين الأربعة الذين خطفوا قبل سنة في النيجر على قيد الحياة، مؤكدا أنهم على الأرجح متفرقون في أماكن عدة. وأوضح لإذاعة فرنسا الدولية أن الرهائن على قيد الحياة وعلى ما يبدو متفرقون، لقد اضطروا إلى التحرك كثيرا وأضاف نعلم أنهم لم يسيئوا معاملتهم، موضحا أن للخاطفين بعض الجوانب العقلانية ويعلمون أن أمنهم متعلق بالرهائن. وتابع : ليس لدينا اتصال معهم لكننا نحاول عدم تضييع أية فرصة اتصال، وقال لونغيه ما زالت المجموعة بين أيدي إرهابيين مهمشين يعلنون انتماءهم إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يرتكب عمليات خطف تطال خصوصا غربيين في منطقة الساحل والصحراء منذ سنوات. لكن الوزير نفى أي تفاوض حول دفع فدية من أجل الإفراج عن الرهائن. وهذا كلام لا يفيد شيئا إذ أن باريس تدفع الفديات كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا رغم أن الجزائر تلومها عن هذا السلوك في كل مرة.