شهدت منطقة »عيير« في شمال النيجر اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر إرهابية قد تكون لها صلة بخاطفي الرهائن الفرنسيين الذين لا زال الفرع المغاربي للقاعدة يحتجزهم إلى غاية الآن، ويتوقع من جهة أخرى أن تباشر قوات مشتركة مالية وموريتانية عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد معسكرات لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بغابة »واغادو« في غرب مالي قرب الحدود مع موريتانيا. وقعت اشتباكات وصفت بالعنيفة، بين الجيش وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بمنطقة »عيير« في شمال النيجر، من دون أن تسفر عن قتلى أو إصابات، بحسب ما أعلن دبلوماسي نيجري لوكالة الأنباء الفرنسية في باماكو، وأضاف الدبلوماسي الذي كان يرافق الرئيس محمدو ايسوفو إلى باماكو قائلا أنه »وقع الأحد اشتباك بين الجيش النيجري ومقاتلين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لم تقع ضحايا ولكن القوات النيجرية استولت على مركبة وأسلحة تركها الإرهابيون خلال فرارهم«، وبحسب نفس المصدر فإن »عناصر من الحرس الوطني في النيجر هم الذين تولوا عملية المطاردة في الشمال بعد تبادل لإطلاق النار«، وقد استدعى الأمر إرسال تعزيزات كبيرة أول أمس الاثنين إلى المنطقة، علما أن رئيس النيجر محمدو ايسوفو قام بزيارة خاطفة إلى العاصمة المالية باماكو التقى خلالها بالرئيس أمادو توماني توري، وقد شكل التعاون بين البلدين وتنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب أهم محاور المحادثات بين الجانبين. وعلم من جهة أخرى أن مالي وموريتانيا ستنفذان عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في غابة »واغادو«، وهذا لمنع التنظيم الإرهابي من تحويل غابة »واغادو« في غرب مالي قرب الحدود مع موريتانيا إلى قاعدة له، وأفاد مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية في ختام لقاء بين مسؤولين عسكريين من كلا البلدين عقد في مدينة »سيغو«، »سوف ننفذ سريعا عمليات عسكرية مشتركة«، وقدم نفس المصدر بعض التفاصيل عن التحركات المرتقبة للجيشين المالي والموريتاني بحيث ستكون هناك »دوريات وتبادل معلومات وحق المطاردة في كلا البلدين«. ويأتي هذا التحرك على خلفية المعلومات الاستخباراتية التي تحدثت عن تحركات مشبوهة لزمر إرهابية تحضيرا لإقامة قاعدة للفرع المغاربي للقاعدة بغابة »واغادو« في مالي غير بعيد عن الحدود مع موريتانيا، وما يزيد من خطورة هذه التحركات أنها تتزامن مع حديث عن تهريب كميات غير معلومة من الأسلحة، بما في ذلك أسلحة ثقيلة منها صواريخ أرض- جو من ليبيا. وتعتبر مالي وموريتانيا من بين أنشط الدول في مجال مكافحة الإرهاب بعد الجزائر التي تتحمل 60 بالمائة من الجهود المبذولة في هذا المجال، حسب تقرير صدر مؤخرا عن وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاغون«، إلا أن التنسيق بين باماكو ونواكشوط يتم تحت قبعة فرنسية، وليس في إطار التنسيق بين دول الساحل الصحراوي، تنفيذا للاتفاقيات المبرمة في هذا المجال.