أجمعت أحزاب سياسية وحقوقيون على مقاطعة أهالي غرداية، الممثلين لحوالي ربع مليون صوت من إجمالي الهيئة الناخبة الوطنية، صناديق الاقتراع الخميس المقبل. يتوقع لخضر بن خلاف، رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية في تصريح ل "السلام"، مقاطعة وامتناع الهيئة الناخبة الغرداوية، المشكلة من 209926 صوتا، اقتراع الخميس المقبل، "لأنهم ليسوا أغبياء وليسوا من يباع ويشترى. إهمال أزمة المنطقة من طرف السلطة، شوّه سمعتها في نظرهم"، وأضاف "زيادة على هذا تفطن الغرداويون للاستفزاز والمساومة اللذان تمارسهما السلطة معهم"، مستدلا في كلامه بالتصريحات الأخيرة لعبد المالك سلال، مدير حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، التي أكد فيها أن حل أزمة غرداية مؤجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، داعيا في المقابل أهالي المنطقة إلى التصويت على بوتفليقة، لتخليصهم من أهوال ما يتخبطون فيه من عنف ودمار، على حد تعبير بن خلاف، الذي قال "جهات في السلطة تستغل قضية غرداية لأغراض انتخابية، وعليه فهم حريصون على إبقاء الوضع على ما هو عليه". وقال بوجمعة غشير، الرئيس السابق للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، "الجزائري عامة عازف عن الانتخاب منذ سنين، فكيف لأهالي غرداية الذين صُدموا بإهمال السلطة معاناتهم أن يتوجهوا للتصويت الخميس المقبل"، كما توقع محدثنا أن تزداد الأوضاع تعفنا في قادم الأيام، في حال ما لم تبادر السلطة بحل سريع، "بدل محاولتها تحميل أعيان المنطقة مسؤولية تهدئة الأوضاع". ولم يستبعد فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، إمكانية مقاطعة مواطني غرداية انتخابات الخميس المقبل، في ظروف غير المحفزة على التصويت ومنطقة تتخبط منذ شهور. وعبّر عن تخوفه من التصعيد بالمنطقة في قادم الأيام، وقال إن حل الأزمة بيد رئيس الجمهورية القادم ولا أحد سواه "بعدما فشل كل من سلال وبلعيز والهامل في تهدئة الأوضاع في خرجاتهم إلى الولاية". وقال عبد العزيز بلخادم، المستشار الخاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في منتدى ديكا نيوز أمس، "إن سبب وقوع أحداث غرداية ليس مذهبيا، إنما نابع من خلافات مادية حول بعض الأمور اليومية"، مطالبا بالابتعاد عن تسييس هذه الخلافات وطرحها على العدالة للفصل فيها"، وقال إن "قوة وثراء الجزائر تستمدها من تنوع مكونات شعبها، وهو ما يجب العض عليه بالنواجذ لأن البلاد بحاجة إلى جميع أبنائها". وإتهم سعيد بوحجة، عضو المكتب السياسي والمكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، أعيان غرداية الذين يطالبون ويروجون لمقترح دخل الجيش بالانتماء إلى العصابات والأيادي المؤججة لنار الفتنة في المنطقة، قصد إفساد العرس الإنتخابي يوم الخميس.