يتطلع عدد متزايد من المؤسسات الجزائرية الفتية في الصناعة الغذائية إلى توسيع نشاطاتها في السوق المحلية، والتوجه نحو التصدير بإنتاج مواد متنوعة كانت مرتبطة بالاستيراد تحاول مؤسسات صغيرة ومتوسطة، حاضرة في الطبعة ال12 للصالون الدولي للصناعة الغذائية "جزاقرو" بالعاصمة، تحسين الجودة والتطابق مع المعايير العالمية في هذا الميدان، مع تقديم منتجات محلية باسعار تنافسية، تخفف من فاتورة واردات البلاد. ويتنافس المنتجون المحليون والأجانب من مختلف التخصصات، سواء بالمنتوج في حد ذاته أو بالآلات والمواد الأولية أو مواد التغليف للحصول على زبائن جدد أو ممثيلن معتمدين لفتح فروع توزيع جديدة. يقول فاروق سليماني، المدير العام لمؤسسة فتية متخصصة في البطاطا الجاهزة، أن مثل هذه الصناعات الفرعية مهمة لاستغلال الفائض من المنتوج الوطني كمادة أولية لإنتاج مواد يكثر عليها الطلب هذه السنوات. ويملك هذا المهندس الفلاحي وحدة إنتاجية قال انها الوحيدة في الجزائر لتحضير البطاطا الجاهزة للطهي، بعدما كانت هذه المواد الجاهزة تستورد من الخارج، وقال إن الطلب الكبير في السوق من الفنادق والمطاعم والجمهور العام دفعه للتفكير في الاستثمار في هذا النشاط. وقال إن العديد من الزبائن يفضلون الحصول على البطاطا المحضرة عوض توظيف عمال لتقشيرها وتحضيرها، ما يوفر عليهم الوقت والمال ويمكنهم من الحفاظ على نظافة مطاعمهم. ويقول جعفر ياسيني، المدير التجاري لمؤسسة فتية متخصصة في صناعة العجائن بولاية برج بوعريريج، أن "السوق الجزائرية تشجع على توسيع النشاط". ويخطط القائمون على المؤسسة لفتح مصنع ثان للإنتاج، نظرا لتسهيلات تقدمها الدولة "في العلاقة مع البنوك وتوفير المادة الأولية من طرف الديوان الوطني للحبوب". ويشهد صالون "جزاقرو" حضورا لافتا للمؤسسات الأجنبية الراغبة في نقل تجربتها الى الجزائر، وفتح وحدات إنتاجية تابعة لها في إطار الشراكة وفقا للقاعدة 49/51 بالمائة. وقال ماسيمو كولابيس هيوي، المدير التجاري لمؤسسة ايطالية متخصصة في إنتاج المثلجات والمواد الخاصة بصنع الحلويات، أن مؤسسته تطمح إلى الاستعانة بالخبرة الجزائرية لفتح وحدة انتاجية متخصصة بين 2014 و2015. وفي رده على سؤال حول مصدر المواد الأولية التي ستستخدم في الانتاج في حال فتح وحدة بالجزائر، قال المتحدث ان الشركة ستستخدم المواد الأولية الجزائرية، وانها شرعت في اتصالاتها مع الجهات المعنية. ويتساءل مهيري الهاشمي، مديرتجاري لمؤسسة لتحويل الحبوب، عن إمكانية توفر التسهيلات القانونية والجمركية اللازمة لتصدير الإنتاج الجزائري نحو دول الاتحاد الأوروبي. وتسعى هذه المؤسسة الفرنسية التي فتحت فرعا لها بالجزائر منذ 3 سنوات، إلى إنشاء وحدة إنتاجية بالجزائر تعتمد على المواد الأولية الجزائرية مثل حبوب الذرة والقمح وتوظف عمال جزائريين.