حضر فريق من الخبراء الفرنسيين ومدراء معاهد فلاحية وأخرى ذات اختصاص في مجالات تنصيب غرف التخزين والتبريد إلى اللقاء الثاني الفرنكو جزائري للحبوب 2009، من أجل إطلاع قطاع الفلاحة المحلي على أهم التقنيات الزراعية، الإنتاجية والتسويقية، والغرض من ورائها استرجاع مكانتها التجارية في السوق الجزائرية التي بدأت تتراجع بعد دخول المنافسة الأوكرانية والكندية بقوة· تطرق محاضرو اللقاء الثاني، الذي انتهى أمس بفندق الهيلتون، والذي جمع الهيئات والغرف المحلية ونظيراتها الفرنسية، إلى نسب الواردات التي تلبي حاجيات الجزائريين من القمح بنوعيه، حيث كانت وإلى وقت قريب، فرنسا الممون الرئيسي لهم، لكن انفتاح الجزائر على الأسواق الأوروبية الأخرى والأمريكية مكّنها من استدراج القمح الكندي والأوكراني إلى جانب دول أخرى آسيوية، خفضت من نسبة التصدير الفرنسي للجزائر، خصوصا وأن الجزائر سترفع ناتجها الإجمالي المرتقب من الحبوب هذه السنة بنسب تتراوح بين 500 ألف إلى مليون طن في كل شعبة، حسب تقديرات الجهات المعنية، وبالتالي ستكون في غنى عن استيراد كميات كبيرة مثلما حدث السنة الماضية، حيث بلغت فاتورة الدولة من فرنسا لوحدها نحو 5,3 مليون طن من القمح اللين، و500 ألف طن من القمح الصلب· وقد تلجأ الحكومة إلى الأسواق الأخرى المذكورة لما تقدمه من تسهيلات وامتيازات في التعامل التجاري، كما تمتلك نوعية في الحبوب ذات جودة تتفوق على نظيرتها الفرنسية· وقد التقت ''الفجر'' على هامش اللقاء، أحد العارضين للتكنولوجيات الفرنسية في القطاع الفلاحي، ويتعلق الأمر بالمدير التجاري لمؤسسة ''فاو'' المتخصصة في الهندسة الإلكترونية، المعالجة الآلية لعمليات التخزين، التبريد وتحويل الحبوب إلى مواد الصناعة الغذائية، فيليب دومينيك، الذي استطرد فكرة التحول التي بدأت تلوّح بتراجع التجارة الفرنسية في الجزائر، وأخذ يقدم نماذج مختلف التصاميم والإسهامات التقنية للمؤسسة في رفع وتيرة الإنتاج في الحبوب إلى جانب توفيرها بتنصيب أجهزة ''السيلو'' وحدات تحويل القمح إلى طحين، وكذا توفير شروط التخزين، وذلك في خطوة أولية تتبعها المعاهد والمؤسسات الفرنسية الزراعية من أجل استرجاع بريقها التجاري التاريخي الذي ارتبط به المستهلك الجزائري، وفي محاولة لإيجاد سبل التنافس على عرش واردات الجزائر في الحبوب، كما هو الحال في باقي الواردات، لكسب حصص السوق الوطنية·