أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري ، يوم الاثنين بالجزائر ، على ضرورة تشجيع الشركات الوطنية والمستثمرين على خلق مشاريع في مجال الصناعات الفلاحية -الغذائية ، من خلال شراكة فعالة مع الفلاحين ومنتجي التجهيزات الحديثة الموجهة المستعملة في هذا النشاط. وأوضح نوري، خلال افتتاح معرض "جزاقرو" لصناعيي القطاع الفلاحي- الغذائي في طبعته الثانية عشر، أن تطوير هذا النمط من الصناعات سيشكل تأمينا لإنتاج الفلاح وضمانا لتسويقه، كما يضمن للمستثمر وفرة المواد الأولية لنشاطه في إطار شراكات. وأشار إلى وجود تأخر كبير في مجال الصناعات الغذائية بالبلاد، وهو ما لا يمكن تداركه إلا من خلال "التأقلم مع التطورات التكنولوجية على المستوى الدولي وفتح شراكات بين الجزائريين والأجانب". وأضاف الوزير أن كل الميكانيزمات متوفرة لتطوير الإنتاج الوطني في مجال الصناعات الغذائية الفلاحية، خصوصا وأن كل القوانين تصب في إطار توفير التسهيلات اللازمة لهذه المؤسسات. ودعا نوري الشركات الوطنية لتبادل التجارب والتعرف على التقنيات والتجهيزات الجديدة والتطورات العالمية في مجال هذه الصناعات. وفي سياق ذي صلة أكد الوزير سعي القطاع إلى تحقيق الأمن الغذائي في البلاد في مدة خمس سنوات المقبلة ،"بعد تخصيص الدولة ميزانية مالية معتبرة ومجهود هام لتجسيد هذا الهدف". واضاف أن قطاع الصناعات الغذائية يعتبر استكمالا لمسار التنمية في القطاع الفلاحي، من خلال تحقيق التكامل بين الفلاح والمستثمر ، وتفادي تبذير الفائض من الإنتاج من خلال أساليب ناجعة لتخزينه وتعليبه وتحويله إلى مواد أخرى يمكن أن تصدر إلى الخارج. وفي سياق آخر، قال الوزير أن القطاع تمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض من الإنتاج من مادتي الطماطم و البطاطا ، "فيما ينتظر تحقيق الاكتفاء بالنسبة للعديد من المواد الأخرى التي لا تعرف نفس الديناميكية في الإنتاج". من جانبه أعتبر وزير التجارة مصطفى بن بادة ان صالون "جزاقرو" يعد فرصة هامة يلتقي فيها المهنيون المتخصصون في مجال الصناعات الغذائية. وقال بن بادة، أن هذا الحضور يعد مؤشرا بارزا على اهتمام المتعاملين الوطنيين والأجانب بهذا الفرع وسعيهم لاكتشاف المعدات والتجهيزات في السوق والتعرف على طرق العمل الجديدة والقوانين والتشريعات والتنظيمات الجديدة. ودعا الوزير المستثمرين الوطنيين والأجانب إلى مواكبة التنظيمات والتشريعات القانونية في مجال الأمن والنظافة والسلامة مشيرا إلى المرسوم التنفيذي الصادر والمتعلق بالمضافات الغذائية الذي دخل حيز التنفيذ. المشاركون يطمحون إلى توسيع شراكاتهم في المجال من جهة أخرى، أبدى العديد من المشاركين في الصالون اهتمامهم بمختلف المنتجات والتجهيزات المعروضة، والتي ستشكل حسبهم وعاء هاما لفتح شراكات مستدامة في القطاع سواء في مجال الاستثمار أو التجارة. في هذا الصدد، يرى رجب حفيف مدير مؤسسة تركية في مجال الحبوب أن الصالون فرصة ملائمة للبحث عن ممثلين للمجمع بالجزائر وزبائن محتملين لهم بالجزائر. ويتخصص المجمع في إنتاج الحبوب والعجائن ودقيق القمح والزيت وأعلاف الحيوانات والنشاء ومختلف الحلويات من مادة الذرة. أما المدير التجاري للمؤسسة الجزائرية "رجاء فود"، المتخصصة في الصناعات التحويلية لمادتي التونة و"السردين" قريفي خالد، فأكد لوأج رغبته في إيجاد زبائن جدد لمنتجات المؤسسة في الخارج بعد تمكن المؤسسة من خوض تجربة التصدير نحو ليبيا ونيجيريا والسينغال. وتواجه الشركة بعض المشاكل المتعلقة بوفرة المواد الأولية ما انعكس سلبا -حسبه- على بعض نشاطات المؤسسة. أما ممثل مجمع الرياض والمدير العام لمطاحن التل بالبليدة ،خديم مصطفى، فقد أكد أن مساعدات الدولة مكنت المجمع من العودة إلى الإنتاج ابتداء من يناير 2013 بعد توقفه عن النشاط منذ 2002. وقال أن المجمع الذي يعود انشاؤه إلى سنة 1965 باسم المؤسسة الوطنية "سامباك" قادر على تطوير هذا النوع من الصناعات التحويلية في البلاد خصوصا وأن المجمع لديه 5 شركات أخرى بولايات تيارت وسيدي بلعباس وسطيف وقسنطينة والعاصمة. ويمنح الصالون الدولي "جزاقرو" والذي يتواصل الى غاية الخميس المقبل الفرصة للصناعيين من أجل دعم مؤسساتهم وتنمية نشاطاتهم وكسب أسواق جديدة وفتح شراكات مع الأجانب. واستقطب الصالون، الذي ينظم هذه السنة تحت عنوان "ملتقى الطرق لشعب الصناعات الفلاحية الغذائية" ،حوالي 600 عارض من 31 بلدا فيما ينتظر المنظمون 20.000 زائر يمثلون مختلف الشعب في الصناعات الفلاحية الغذائية. ويختص الصالون في تقديم أحدث العتاد والتجهيزات لتحويل المنتجات الفلاحية وآلات التعليب والتغليف وكذا التجهيزات والآلات لصناعة الخبز والحلويات والإطعام كما سيخصص جناح ثان للمستحضرات والمنتجات الغذائية والمشروبات. يذكر أن تنظيم هذا الصالون يتم بشراكة جزائرية فرنسية بمساهمة الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة وقصر المعارض "صافكس" وبإشراف الشركة الفرنسية "كوميكسبوزيوم".