يشتكي سكان حي علي صادق ببرج الكيفان بولاية الجزائر، من انبعاث غبار الإسمنت من مصنع الخرسانة المتواجد بالحي، وكذا تسرب المياه من المصنع المذكور، وتحدث ممثلون عنهم ل "الشروق"، لدى تنقلها إلى الحي، عن اضطرار الكثيرين إلى مغادرة سكناتهم الجديدة، واستئجار أخرى بعيدا عن الحي، لوقاية أبنائهم من الأمراض التنفسية، التي تفشت بدرجة مقلقة، والسبب، حسبهم، مصنع الخرسانة المملوك لمؤسسة مصرية. * وهذا ما يؤكده الدكتور خباب محمد الصالح، طبيب الأطفال الذي يعمل في عيادة بالحي، إذ يؤكد أن غبار الإسمنت "خطير للغاية ويسبب أمراضا تنفسية مستعصية، من بينها العجز التنفسي الدائم"، وسجل الدكتور على مستوى عيادته، تزايد حالات الإصابة بأمراض تنفسية وسط الأطفال: "أزيد من 30 طفلا من الحي يعانون التهابات في الجهاز التنفسي بصفة غير عادية، وأنا أتحدث عن المترددين على عيادتي فقط"، ويخلص المتحدث إلى وصف الوضع ب "الجريمة الصحية"، متسائلا عن سر سماح السلطات بتشييد المصنع، وعن غياب تحقيق الملاءمة وعدم الملاءمة، وعدم استشارة السكان بهذا الخصوص. ولا تقتصر متاعب السكان مع المصنع، على الغبار الإسمنتي فهناك أيضا المياه التي تتسرب منه عبر طبقات الأرض أو فوق سطحها، لتغمر الطرقات وتهدد أساسات المساكن، بل وغمرت قبو المسجد، وهو ما عاينته "الشروق"، مثلما عاينت تراكم طبقات سميكة من غبار الإسمنت على أرضية الموقع يمكن مشاهدتها من الممر العلوي القريب. * مصنع الفرينة الموجود بالحي كان هو الآخر محل شكوى، حيث يقول محدثونا من السكان إن حركة الشاحنات من وإلى المصنع وكذا الضجيج المنبعث من ورشاته لا تنقطع ليل نهار، فضلا عن تلويثه محيط الحي. ويشير الدكتور خباب هنا إلى وجود "مفارقة"، فبالنسبة له "لا يعقل أن يتجاور مصنع للخرسانة مع آخر للسميد والفرينة". * وعند طرح القضية على مدير شركة "سوبيل" للإسمنت حسين عبد الحميد، أكد أن المصنع "مستوف كل شروط الأمن، وهو يتوفر على مصاف يتم تنظيفها دوريا ولا يصدر من الموقع لا غبار ولا ضجيج". كما نفى تسرب المياه من المصنع "بدليل انخفاض مستوى أرضية المصنع عن أرضية الحي"، وأشار إلى أن التسربات "مصدرها المدرسة القرآنية التي توجد على أرض تابعة للمصنع وتركناها تمارس نشاطها، ونحن نقوم بشفط خزاناتها". * أما مسير شركة "روميلة" للفرينة السيد لخلف، فقد نفى بدوره صدور ضجيج بسبب مصنعه، وقال "لا نملك إلا ثلاث شاحنات نصف مقطورة، لا تعمل إلا في النهار، بمعدل شحنة واحدة لكل شاحنة". لافتا إلى أن "وجود المصنع سابق لوجود السكان ومصنع الخرسانة". * من جانبه، قال نائب رئيس بلدية برج الكيفان المكلف بالبيئة السيد شبّاب ل "الشروق" إن البلدية "تحققت من مطابقة نشاط مصنع الخرسانة للقانون، لا سيما فيما يخص الالتزام بتركيب المصافي"، لكنه سجل بالمقابل "تطاير الغبار وبلوغه بيوت السكان، وفرضنا عليهم اتخاذ تدابير للحد من ذلك". وخلص شبّاب إلى القول إن "الشركة حتى لو اجتهدت لمنع الغبار، فستبقى المشاكل موجودة". وبخصوص مصنع الفرينة، أكد المتحدث وجود خصومة قضائية بين البلدية وصاحب المصنع بسبب تخلفه عن تسديد الرسوم، مضبفا "عرضنا على السكان مواجهة صاحب المصنع لكنهم رفضوا". كما أوضح المتحدث أن مشاكل التهيئة "سيتم التكفل بها، وهناك غلاف مالي مرصود، وإن شاء الله خلال 2011 ستنتهي الأشغال". كما لفت إلى وجود مدرسة في طور الإنجاز.