جدد قاطنو كل من حي الورود 13 و 16 الكائنين ببلدية المدنية المعروفة ب»صالومبي» مطلبهم المتعلق بضرورة ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة وانتشالهم من جحيم الأكواخ التي يعيشون فيها منذ نصف قرن، جراء اهتراء وتشقق الجدران وانهيار الأسقف في مرات عديدة وخصوصا عند تساقط الأمطار، فضلا عن استعمالهم لمراحيض جماعية تمر بالقرب منها خيوط كهربائية تحدث شرارة مفاجئة بمجرد سقوط قطرة واحدة من الماء، ضف إلى ضيق المنازل التي لا يتجاوز طولها الأربعة أمتار. أوضح محدثونا الذين التقتهم «السلام» بأنهم لم يستفيدوا من أي مشروع سكني أو دعم مادي من طرف السلطات المحلية، وما زاد الطين بلة حسبهم - توالي عملية إقصائهم من قائمة السكنات الاجتماعية الموزعة من قبل البلدية - في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش -، وذلك على مدار نصف قرن من الزمن وآخرها كانت منذ قرابة الأسبوعين، حيث تم ترحيل قاطنو عمارات كل من حيي «الباهية» و»ديار الشمس»، الذين أثاروا الشغب وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها من اجل تغيير سكناتهم الجديدة الضيقة، على حد قول محدثينا، بسكنات أفضل. وقال أهالي الحيين المذكورين أعلاه والمقدر عددهم بحوالي 90 عائلة، بأن الحياة باتت شبه مستحيلة وغير آمنة داخل الجحور كما يحبذون تسميتها، بحيث لا يملكون سوى غرفة واحدة لا يتعدى طولها الأربعة أمتار، وهناك من قام بجعلها غرفتين، أين يضطر البنات إلى المبيت مع إخوتهم الذكور، وهذا ما يسبب لهم حرجا كبيرا، في حين أجل عشرات الشباب مشاريع زواجهم لذات المشكل بحيث تجاوزت مدة خطوبة معظمهم ست سنوات، كما أن السقف عبارة عن مزيج من «الصفيح» والزنك، الأمر الذي يجعل المنازل المتواجدة بكل من حيي الورود 13 و16 عرضة لتسرب مياه الأمطار،ولتفادي ذلك يضطرون إلى إعادة ترميم وتهيئة الأسقف والمنزل كل صيف، هذا الأخير الذي تكثر فيه الجرذان والحشرات الضارة التي يواجهونها باستعمال مختلف أنواع المبيدات الحشرية، ومن حهتهم ذات المتحدثين لم يخفوا استياءهم من مشكل الاستعمال الجماعي للمراحيض الذي عرض صحتهم للخطر جراء الجراثيم والميكروبات الناجمة عن ذلك. وفي سياق ذي صلة، أفادوا بأنهم يعيشون بهذين الحيين منذ خروج الاستعمار الفرنسي من ارض الوطن، وبأنهم قاموا بإيداع عشرات الملفات للاستفادة من السكن، وهو ما ولد لديهم موجة غضب واستياء كبيرين نتيجة الإقصاء الذي تعرضوا له. وللإشارة، فإن المقصيين من قاطني حيي الورود 13 و16 وضعوا لافتات على مستوى مداخل أحيائهم مباشرة بعد ترحيل سكان حي العافية الفوضوي مطلع الأسبوع الماضي، تحمل عبارات تنديدية بسياسة المحسوبية التي حرموا بسببها من عمليات الترحيل على غرار «بركات نصف قرن من المعاناة».