أحيت سهرة أول أمس الفرقة الدينية نايتيف دين حفلا موسيقيا بقصر الثقافة الإمامة بتلمسان في إطار اليوم الأمريكي بتلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011. وعرف الحفل حضور السفير الأمريكي بالجزائر وممثلين عن وزارة الثقافة الوطنية، و قدمت الفرقة الأمريكية باقة من الأناشيد والأغاني في قالب عصري ممزوج بموسيقى الهيب هوب، الريقي والأر أن بي. وتفاعل الجمهور التلمساني بقوة مع العروض، حيث قدمت الفرقة نسخ عن ألبوماتها خلال مجرى الحفل، كما قدموا أغنية مؤثرة موضوعها غزة وفلسطين مرتدين الكوفية الفلسطينية، تأكد تعاطف هاته الفرقة المسلمة مع القضية الفلسطينية العادلة، كما قدموا أنشودة «طلع البدر علينا» في صورة حديثة، وأغنية عن رمضان، إضافة إلى مواضيع أخرى. وحرصت الفرقة على إرفاق عروضها برقصات حديثة مع التواصل مع الحضور لإدخالهم في جو حماسة الحفل. تجدر الإشارة إلى أن هذا العرض شهد حضورا ضخما لللجمهور خاصة الشباب وسائر الأعمار الذين حيوا طويلا «نايتيف دين، وعن بدايات فرقة «ناتيف دين» – أي الجذور الدينية – فقد تفاجأت عندما تلقوا خلال أولى خطواتهم دعوة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية للمشاركة في واحدة من مجموعات الهيب هوب الإسلامية التي تقوم بجولة «حسن نية» إلى مالي والسنغال ونيجيريا. وتسببت هذه الدعوة في بروز الكثير من الآراء وأدت إلى جدل واسع حول مشاركة هذه الفرقة الإسلامية في الجولة، فاعتبر البعض أن أعضاء الفرقة سيكونون كالدمى المتحركة وأن أميركا تريدهم أن يزوروا تلك الدول لتحسين صورتها أمامهم بالقول: «صحيح أن أميركا تقصف دولتكم، لكن يعيش فيها العديد من المسلمين أيضا. كان أعضاء الفرقة (أحمد، محمد وسلام) على علم بالعداء الذي تكنّه الدول المسلمة للحكومة الأمريكية. لذلك اتفقوا على عقد مجلس شورى، أي جلسة استشارة تساعد على تحديد المسار الصحيح للعمل. تؤدي الفرقة نحو أربعين عرضا موسيقيا في السنة، وباعت نحو 40 ألف نسخة من ألبوم أغنياتها (سي دي)، على الرغم من أن أحمد أشار إلى أنه عادة ما تواجه عملية البيع صعوبات بسبب سوء توزيع الأغاني الإسلامية على قنوات الموسيقى. ينحدر أحمد ومحمد من أصول إفريقية أمريكية تتبع الدين الإسلامي، ونشآ في منطقة ماريلاند مع عدد قليل من المسلمين من أصول مختلفة. التقى الشبان الثلاثة (أحمد ونعيم وسلام) في أحد المخيمات، حيث شاركوا في مسابقة لموسيقى الراب الإسلامية وقدموا عروضا عدة بعد فوزهم. وتشكلت فرقة (نايتيف دين) في العام 2000، لكنهم لم يعتمدوا على إيراداتها في العيش وتربية عائلاتهم، لذلك يعمل كل منهم في وظيفة ثانية لإعالة زوجاتهم وأولادهم. وأكد السفير الأمريكي هنري انشر، لدى استضافته بقصر الثقافة الإمامة، أن مشاركة في التظاهرة الدولية تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011، هي وسيط لتدعيم العلاقة الأمريكيةالجزائرية، وهي فرصة للإطلاع على ما تزخر به تلمسان من معالم تاريخية وحضارية. وأضاف هنري أنشر أن العلاقة بين الجزائر وأمريكا مست جميع المجالات بداية بالمجال الأمني، والمجال الاقتصادي، السياسي وغيرها من المجالات، وستمس قطاع الثقافة إذا تم معالجة اللغة أين يصبح التبادل الثقافي ممكن ، و التي يمكن من خلاله تحقيق التواصل بين الشعبين. من جهة أخرى عبر السفير الأمريكي بسعادته بالدعوة التي وجهت له من طرف الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، للمشاركة في هذه التظاهرة الدولية. من جهته أكد عبد المالك أحد أعضاء فرقة «نايتيف دين»، أن الفرقة تهدف ومنذ تأسيسها إلى التقرب إلى الله وتبليغ رسالة الإسلام .وأضاف المتحدث في تصريحه للصحافة، عقب الحفل الذي نشطته الفرقة بقصر الثقافة الإمامة، أن الفرقة تأسست فقط من أجل تحقيق رسالة دينية صحيحة، وعن توجهها لنوع «الراب»، فقد أكد ذات المتحدث، أن هذا النوع هو أكثر شهرة في أمريكا وإفريقيا، لاسيما لدى الشباب، وبما أنها الفئة المعنية في الرسالة، ففضلنا يضيف المتحدث هذا النوع الغنائي. مشيرا إلى أن مواضيع أغانيهم معظمها اجتماعية، دينية.