غصّت قاعة الحفلات التابعة لدار الثقافة لولاية تلمسان، ليلة أول أمس، على آخرها بالعائلات التلمسانية التي صفقت طويلا لمختلف الفرق الموسيقية التي حجت إليها من أقصى ولايات الوطن، من أجل مشاركة التلمسانيين عرسهم الثقافي الهام المتمثل في الافتتاح الوطني لتظاهرة “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011”، مشكلة تناغما فنيا رائعا هزّ الحضور على مدار ست ساعات من الزمن. أثبتت العائلات التلمسانية التي حضرت حفل افتتاح العرس الثقافي الإسلامي، أنها تعشق كل الطبوع الغنائية الموجودة في مختلف ولايات الوطن، بدءا من فرقة العيساوة، مرورا بفرقة الفردة، وصولا إلى فرقة القنادسية التي أجبرت الجميع على التفاعل مع مدائحها الدينية القيّمة التي قدموها خصيصا لهؤلاء، بمناسبة احتفالات المولد النبوي الشريف، والافتتاح الشعبي لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. ومن بين الأغاني التي قدمتها الفرقة خلال هذه السهرة المميزة، نذكر أغنية “يا كريم الكرماء”، التي تشتهر بها فرقة الفردة كثيرا، وهي أغنية كتبها الشيخ سيدي قدور العالمي، كما قدمت الفرقة عديد الأغاني التي يحفظها الجمهور التلمساني عن ظهر القلب، وهي “يا العالم ما في الصميم جود علي برضاك”، “يا العالمة في الصميم”، “سيدي بن بوزيان”، “أنا سولت نفسي”، “يا أهل زماني”، وغيرها من الأغاني التراثية الراقية التي عبرت عن أصالة الفن الجزائري. وعلى الرغم من الجودة التي تتميز بها الفرق الفنية التي افتتحت التظاهرة، إلا أن غياب الفنانين الذين ينتمون إلى مدينة تلمسان، جعل الكل يتساءل عن أسباب هذا الإقصاء الذي جعل نجوم الأغنية التلمسيانية يغيبون عن الحدث، على الرغم من أن المنطقة تمتلك العديد من الأصوات الفنية الراقية التي من شأنها أن تكون في استقبال ضيوف المدينة. يذكر أن الحفل حضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي، وكوكبة من الممثلين والفنانين الجزائريين الذين حضروا بمعية الوزيرة أمثال حميدو، زكية قارة تركي، حميد عاشوري، بهية راشدي، صالح أقروت، شافية بوذراع، أما الحفل الثاني الذي نظم سهرة أمس فقد كان من توقيع الفنان عبدو درياسة، ندى الريحان، وغيرهم من الفنانين الجزائريين.