احتضنت المكتبة الجامعية المركزية بمستغانم وعلى مدار يومين الملتقى الوطني الأول حول واقع الجماليات البصرية في الجزائر. هذه التظاهرة العلمية من تنظيم قسم الفنون لكلية الأداب والفنون بجامعة عبد الحميد بن باديس، وبالتعاون مع مختبر الجماليات البصرية في الممارسات الفنية الجزائرية. عرفت مشاركة أساتذة ومختصين من خارج الوطن على غرار الدكتور بن عمر مدين والأستاذ عبروس منصور من فرنسا والدكتور عبد المجيد شكير من المغرب، إضافة الى مشاركين من العديد الجامعات الوطنية غلى غرار تلمسان، غليزان، تيبازة، المدية، قسنطينة ووهران وغيرها. وتباحث المتدخلون إشكالية واقع الحقل البصري في الجزائر وما يزخر به من جماليات، ومدى الاهتمام به من خلال الدراسات والبحوث العلمية الموثقة. ففي هذا الجانب، أجمع المشاركون على ضرورة التنقيب والبحث عن الأسباب الكامنة وراء غياب الجماليات البصرية ففي المحيط الاجتماعي والثقافي، داعين إلى إيجاد أفاق معرفية للثقافة البصرية الجزائرية من خلال ما يطرحه الخطاب البصري من علامات جمالية متعددة تستأثر بالانتباه والدراسة في الفنون التشكيلية المسرحية والسينمائية وفنون التصميم. من جهة أخرى، ألح المتدخلون المحافظة على المدركات التخيلية التي تغدتعليها الذاكرة البصرية الجزائرية أثناء تكونها واشتغالها على العلامة البصرية اشتغالا حرفيا بدويا أو اشتغالا تقنيا حداثيا، لأن حسب تأكيدات الأستاذة، المنجز البصري المحلي يحيل على عدد من الايقونات الجمالية التي حركت الفنان الجزائري تأثيرا وتأثرا. كما تطرق المشاركون في الملتقى العلمي الفني إلى العمل على ضرورة تشخيص الوعي الجمالي الذي احتضن الممارسة الفنية وأبدع اشكالها الفنية، كمقاربة جمالية لأهم الظواهر الجمالية التي تحرك في خضمها الفضاء الفني الجزائري. ولا يتأتي ذلك حسب الدكتور عمر مدين إلا من خلال مناقشة جمالياتنا المحلية بعين الباحث وبعين الفنان الجزائري على حد سواء ذلك أن سبل المناقشة المعرفية لا تكتمل من دون بسط المعطيات الفنية المحلية وتفسيرها بمستويات منهجية وابعاد تقنية مختلفة من قبل الباحثين في الفنون البصرية والممارسين لها في الوقت نفسه.