حمل رئيس عهد 54 فوزي رباعين رئيس الجمهورية مسؤولية استمرار احتجاجات ولايات الجنوب ضد قرار استغلال الغاز الصخري بسبب عدم إعلان موقف رسمي من القضية، وانتقد التجاوزات التي حدثت في مسيرة الجمعة المنددة بإعادة نشر الصحيفة الفرنسية "شارلي أيبدو" رسومات مسيئة للنبي محمد، بعد تسجيل أعمال عنف ورفع شعارات "محرضة على الإرهاب" وقال "كان على بوتفليقة إصدار نداء شعبي لنصرة الرسول، من أجل تنظيم المسيرة". انتقد رباعين في ندوة صحفية، أمس، طريقة تناول الحكومة لملف الغاز الصخري بسبب "تداول تصريحات متناقضة بين وزير الطاقة ورئيس مجمع سونطراك والوزير الأول"، وقال أن ذلك بسبب "العمل بقرارات انفرادية" بشكل يقضي على"المصداقية ويفقد المواطنين الثقة في وجود إرادة سياسية لحل المشكلة"، مستغربا صمت الرئيس بوتفليقة وعدم إصداره لموقف رسمي ينهي الجدل حول المسألة، رغم توسع الاحتجاجات. وتساءل:"إذا كان بإمكان بوتفليقة استقبال الرؤساء والسفراء، فماذا يمنعه من مخاطبة سكان الجنوب؟". وقال عن موقفه من قرار الاستغلال أن الأمر "لا يشكل أولوية في الوقت الحالي بقدر ما يستعجل ملف التنمية في الجنوب". وعاد رباعين إلى المسيرة التي نظمت في العاصمة يوم الجمعة الماضي، تنديدا يالاساءة للرسول، مرحبا بهذه المبادرة التي قال أنها "رد على فرنسا التي تعتبر تشويه صورة النبي حرية تعبير"، غير أنه انتقد التجاوزات التي شابت المسيرة بتسجيل أعمال عنف ورفع شعارات محرضة على العنف والإرهاب "لغياب التأطير وتجاهل المؤسسات الرسمية للمسألة". وقال "كان على الرئيس إصدار نداء للشعب للخروج ضد الإساءة للرسول في جو منظم مثلما نظم الرئيس الفرنسي مسيرة باريس"، وانتقد في نفس الوقت "عدم إصدار" وزراء ورؤساء أحزاب السلطة ونواب برلمان لأي موقف حول الموضوع، وقال أن السبب "خوفهم على مصالح في فرنسا والخارج". واعتبر رباعين حين تحدث عن أزمة غرداية أن "السلطة لا تملك إرادة سياسية لحل مشكل المنطقة"، وقال أن "القضية ليست أمنية فقط بل سياسية أيضا بسبب صراع مصالح بين منتخبين في الولاية". وأعلن المتحدث أنه أبلغ وفد جبهة القوى الاشتراكية عدم حضوره ندوة الإجماع الوطني المرتقبة شهر فيفري بسبب "رفضه فكرة الوساطة مع السلطة".