واصلوا مسيراتهم السلمية الرافضة لاستغلال الغاز الصخري نظّمت مجموعات من الشباب أمس الأحد مسيرة سلمية جابت الشوارع الرئيسية لمدينة تمنراست احتجاجا على (الشروع في استغلال الغاز الصخري)، وناشد محتجّون رئيس الجمهورية التدخّل ل (إنقاذ الجنوب) من تجارب الغاز الصخري، مشدّدين على أن هناك بدائل أخرى لهذا النوع (غير الآمن) من الطاقة. رفع المحتجّون وأغلبهم طلبة (حوالي 800 شخص حسب ما أوردته برقية لوكالة الأنباء الجزائرية) لافتات تندّد ب (استغلال الغاز الصخري) وتطالب ب (ضرورة إيقاف استغلاله). وكانت المسيرة قد انطلقت من مدخل مدينة تمنراست مرورا بشوارعها الرئيسية، وقد انضمّ إليها عدد من الشباب الذين كانوا يهتفون (لا للغاز الصخري). وتواصلت في نفس الوقت الاحتجاجات في مدينة عين صالح (750 كلم شمال عاصمة الولاية) ضد استغلال الغاز الصخري من خلال استمرار التجمّع السلمي للمحتجّين أمام مقرّ الدائرة الذين يعترضون على استغلال الغاز الصخري بمنطقة (ظهر لحمار) بإقليم دائرة عين صالح. وبينما رفع محتجّون شعارات ولافتات رافضة لاستغلال الغاز الصخري، ناشد بعضهم ومنهم الناشط أحمد طالب من عين صالح بولاية تمنراست رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخّل ل (إيقاف النزيف الذي يمسّ المنطقة وكل التراب الوطني، على حد تعبيره، كما ناشد جميع الحقوقيين رفع دعوى إلى النائب العام لدى القضاء تحت تسمية (سونطراك 3) من أجل إنقاذ المنطقة. وقال أحمد طالب في كلمة مصوّرة أدلى بها في اليوم العاشر من احتجاجات عين صالح: (لسنا ضد الاقتصاد الوطني ولسنا ضد استغلال ثروات الوطن، لكننا ضد تجربة استغلال الغاز الصخري في المنطقة)، مشيرا إلى أن المنطقة عرفت من قبل تجربة ضخّ الكربون في جوف الأرض في حين رفض العالم ككلّ هذه التجربة، مضيفا: (أننا لازلنا ننتظر ماذا سينجرّ عنها). كما تأسّف الناشط أحمد طالب في كلمته لمصادقة نواب البرلمان على إجراء التجارب في استغلال الغاز الصخري في المنطقة، قائلا: (لم تقوموا بدراسة الخلفيات التي يمكن أن تسبّبها هذه التجارب كما ينبغي). وفي نفس السياق، فنّد المتحدّث أن الاحتجاج السلمي ضد تجارب استخراج الغاز الصخري خلفه أيادي خفية، بل أكّد أن الاحتجاج سببه الرفض القاطع لإجراء التجارب بالمنطقة والولاية ككل، وبالمقابل قدم نداء إلى كلّ الخيّرين الوطنيين للمساهمة في منع إجراء تجارب استخراج الغاز الصخري بالولاية، معتبرا الغاز الصخري قضية وطنية محضة، وأشار إلى أن المنطقة والجزائر ككل لديها وافرا من الغاز الطبيعي التقليدي لمدّة تفوق ال 50 سنة، مع العلم أنه الغاز الأكثر ربحا. وأضاف الناشط المذكور أن استخراج الغاز الصخري يمكن أن تؤجّله الجزائر لسنوات مقبلة يكون فيها مستقبل الأجيال القادمة باعتبار -على حد تعبيره- أن التقنيات مع مرور الوقت ستتطوّر وتتحسّن وتكون أكثر رفقا بالبيئة، مشيرا في سباق حديثه إلى أن الشركة الموجودة في عين صالح، والتي تعمل على استخراج الغاز هي شركة فرنسية منضوية تحتها شركة أخرى (سنوبارج). وذكر المتحدّث أن فرنسا لم تفتح التجارب في ترابها رغم أنها لا تملك سوى الغاز الصخري، مضيفا أن مجلس الشيوخ أصدر قرار المنع لاستغلال الغاز الصخري وفرنسوا هولاند أصدر كذلك مرسوما يمنع استخراج الغاز الصخري على الأراضي الفرنسية رغم أنه ليس له البديل غير الغاز الصخري، ومع ذلك رجّح كفّة استيراد الغاز الطبيعي التقليدي من الجزائر على استخراج الغاز الصخري من بلده. في هذا الإطار، أبدى المتحدّث رفضه ووفض المواطنين الكامل لأن يكون سكان منطقة عين صالح فئران تجارب لشركة فرنسية، قائلا: (نحن لسنا بحاجة إليها)، مناشدا جميع الخيّريين التآزر معهم من أجل التخلّي عن إجراء التجارب في المنطقة. وكان وزير الطاقة يوسف يوسفي انتقل الخميس الماضي إلى المنطقة والتقى مع ممثّلي المحتجّين وأعيان المنطقة وأكّد أن عملية استغلال الغاز الصخري لا تشكّل أيّ خطر على المنطقة، داعيا المحتجّين من خلال ممثّليهم إلى ضرورة التحلّي بالرزانة والتحقّق من نتائج استغلال الغاز الصخري قبل القيام بأيّ عمل، إلاّ أن المحتجّين بقوا متمسّكين بموقفهم وإصرارهم على مواصلة حركتهم إلى غاية إيقاف مشروع استغلال الغاز الصخري في المنطقة.