تتجه منطقة الساحل الإفريقي نحو التحول إلى معقل رئيسي لفرع القاعدة في المغرب الإسلامي الذي تؤكد كل المؤشرات أنه أصبح يركز نشاطاته بهذه المنطقة، بشكل يؤكد توقعات الخبراء بشأن تأثير الأزمة الليبية التي جعلت الوضع الأمني هناك هشا وسط حركة سلاح كبيرة بعد انهيار النظام الليبي. أكد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الأسبوع الماضي أنه سيطر على غابة واغادو على الحدود المالية الموريتانية وأنه يستخدم ألغاما أرضية لإبقاء سيطرته على المكان محذرا المدنيين من الاقتراب من المنطقة. وذكر سكان غابة واغادو المالية أن إرهابيين من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عادوا إلى المنطقة خلال الأسابيع الماضية، ما دفع الكثير من المدنيين إلى الهروب تحسبا لمواجهات مع قوات الأمن. ونقلت وسائل إعلام محلية أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حذر جيرانه من البدو المقيمين بغابة وغادو من اقترابهم واقتراب مواشيهم من معاقله على بعد أربع كيلومترات، وإلا سيكون هدفا لنيرانهم التي لن ترحم شخصا ولا دابة. وجاء هذا التهديد في رسالة شفهية بعث بها قادة التنظيم مع أحد المتعاونين معه وهو جندي سابق في الجيش المالي ويدعى الكيحل من قبيلة الوسره ويقيم في الغابة المذكورة، وحسب الرسول فإن التنظيم وجه هذه التحذيرات بعد أنباء وردته عن هجوم وشيك قد يتعرضه من قبل الفرنسيين الذي تأكد، أن لهم كوموندوس على الأراضي المالية يستعد لتوجيه ضربة لمعاقل التنظيم في الشمال المالي. وأوضحت ذات المصادر أن الفرنسيين يحضرون لعملية عسكرية حاسمة وسريعة ضد معاقل القاعدة في وغادو في الأيام القليلة القادمة بعدما ثبت حفرها للأنفاق وتخزينها لصواريخ ليبية تحت أرض تلك الغابة، الأمر الذي أعاق الطيران الموريتاني وأوقف استطلاعته خوفا من استهدافه في الجو. وكانت تقارير إعلامية قد أكدت في وقت سابق اختفاء مئات الصواريخ من عدة مخازن ليبية بعد انهيار نظام القذافي، في الوقت الذي رجح خبراء تحويلها من قبل عناصر القاعدة وتجار السلاح نحو منطقة الساحل التي تتوجه نحو التحول إلى أهم معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ظل عجز فادح لدى المنطقة في مواجهة هذا التحدي. وقد زاد الأمر خطورة عودة مئات المقاتلين التوارڤ من أتباع أغ باهانغا الذي تم اغتياله مطلع سبتمر في ظروف غامضة الذين كانوا يخوضون معارك في ليبيا إلى جانب كتائب القذافي، وتحولوا في الآونة الأخيرة إلى نشاطهم المسلح بعد تنفيذ كمائن ضد عناصر الجيش المالي. وجاءت حادثة التفجير الانتحاري الأخيرة التي استهدفت مبانٍ حكومية بمقديشو وتبناها تنظيم حركة الشباب المجاهدين بالصومال المتحالف مع القاعدة، لتؤكد الخطر المتنامي للقاعدة في منطقتي الساحل والقرن الإفريقيين، كما حذر الخبراء من قبل كون ذلك تحصيل حاصل للأزمة الليبية وانتشار السلاح بشكل بعيد عن الرقابة، مما مكن القاعدة من إعادة تسليح نفسها وتنظيم صفوفها بالمنطقة وسط فراغ أمني كبير سببه العجز الذي تعاني منه دول الساحل، سواء من حيث الإمكانيات أو الخبرة في مواجهة هذا التهديد الجديد.