واصل الجيش الموريتاني أمس الأحد، ولليوم الثالث على التوالي عملياته العسكرية ضد معسكر لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بغابة »واغادو« بشمال مالي، ولا تزال الأخبار تتضارب حول حصيلة المواجهات التي كشفت مرة أخرى عن استعمال الإرهابيين لأسلحة ثقيلة تم نهبها من ثكنات الجيش الليبي، وهو ما يؤكد مجددا جدية التحذيرات التي أطلقتها الجزائر من أن تتحول الأزمة الليبية إلى مصدر لتسليح الفرع المغاربي للقاعدة ومضاعفة قوته القتالية. تتواصل الاشتباكات بين الجيش الموريتاني المدعوم لوجستيا أيضا من الجيش المالي، وعناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يتحصنون داخل غابة »واغادو« بشمال غرب مالي، ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية عن مصادر في الجيش الموريتاني قولها بأن الجيش أحكم سيطرته على خمسة مداخل يعتقد أنها الأساسية للدخول أو الخروج من الغابة، وأضافت بأن التشكيلات العسكرية المشاركة في العملية عززت من وجودها قرب الغابة لكنها لم تتخذ قرارا بعد بشأن اقتحامها في انتظار تدمير القوة القتالية الأساسية للإرهابيين المتمركزين داخلها من خلال القصف الجوي، هذا فيما يواصل الطيران طلعاته وقصفه أهداف داخل الغابة، فضلا عن استعمال المدفعية الثقيلة لضرب أهداف ثابتة، هي عبارة عن مقار يجري بناؤها لكي تأوي معسكر القاعدة داخل الغابة. وكانت الاشتباكات قد اندلعت أول أمس السبت حينما كانت قوات من الهندسة العسكرية تحاول التقدم باتجاه أطراف الغابة لتمشيط المنطقة ونزع الألغام التي زرعها مقاتلو التنظيم عند المداخل الشمالية والشمالية الشرقية ، علما أن بعض الأوساط السياسية والعسكرية تتوقع أن تستمر المواجهات لأيام أخرى بالنظر إلى أهمية الهدف سواء من الناحية العسكرية والأمنية أو من الناحية السياسية، حيث تعتقد السلطات الموريتانية أنه بالقضاء على العناصر المتحصنة في الغابة تكون قد وجهت ضربة قوية للفرع المغاربي للقاعدة بشمال مالي بعد جولات من المواجهة داخل وخارج موريتانيا. وكانت مصادر مختلفة قد نقلت معلومات متضاربة حول الحصيلة الأولى للمواجهات،بحيث أوردت وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصادر من الجيش الموريتاني، وأخرى محلية تصفها بالمطلعة معلومات تتحدث عن مصرع عدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتدمير كلي لمعسكر التنظيم داخل غابة »واغادو«، وبحسب نفس الوكالة ،أعلن الجيش الموريتاني انه دمر بالكامل في غرب مالي معسكر الفرع المغاربي للقاعدة، خلال الهجوم الذي بدأه الجمعة الفارط ، وقال مسؤول عسكري موريتاني من ميدان المعركة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية في نواكشوط »نرى جثثا على الأرض وسيارات متفحمة وأشجارا وقد تقطعت من جذوعها وأغصانا في كل مكان«، مؤكدا أن الجثث هي »لمعسكر العدو«، في حين وصل عدد الإصابات في الجيش الموريتاني إلى أربعة الإصابات. وقال نائب عن مدينة نارا على بعد حوالي خمسين كلم من الحدود قريبة من غابة »واغادو«: »تم العثور على قتلى وسيارات متفحمة في المكان الذي دارت فيه معارك بين الجيش الموريتاني وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. .« وخلافا للرواية الموريتانية الرسمية أو تلك التي تناقلتها مصادر محلية مقربة من الجيش الموريتاني، أوردت وكالة الأنباء الموريتانية »الأخبار« المستقلة عن مصادر من تنظيم القاعدة قولها إن التنظيم تمكن من »تحطيم 12 سيارة تابعة للجيش الموريتاني في حين فرت خمس سيارات«، مؤكدا أن التنظيم عاكف الآن على إحصاء الخسائر البشرية في صفوف القوات الموريتانية، وقال المصدر في اتصال هاتفي مع الوكالة: »إن القاعدة ومن خلال كمين نصبته للجيش تمكنت من تدمير 12 سيارة، مشيرا أن الوحدة التي وقعت في الكمين كانت مكونة من 17 سيارة، وأنها تحركت وحدها دون الوحدة المساندة من الجيش المالي.