لم تحقق العملية العسكرية التي قام بها الجيش الموريتاني، بمشاركة رمزية من الجيش المالي على التراب المالي في جوان الماضي، والتي تضاربت الأنباء حول حصيلتها، كامل أهدافها في تطهير غابة »واغادو« من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذين عادوا للتمركز بهذه الغابة التي تكتسي بعدا استراتيجيا كبيرا بالنسبة للمجموعات الإرهابية النشطة بمنطقة الساحل الصحراوي. استغل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي انسحاب الجيش الموريتاني ووحدات من الجيش المالي للعودة، وبشكل مكثف إلى غابة »واغادو« التي سبق لنواكشوط أن أعلنت عن »تطهيرها« من المجموعات الإرهابية بعد عملية عسكري وصفت بغير المسبوقة نفذت ضد معسكرات للفرع المغاربي للقاعدة بالغابة المذكورة، واستنادا إلى معلومات كشفت عنها مصادر أمنية مالية لوكالة الأنباء الفرنسية، وتناقلتها أمس مجلة »لوجون فريك« ، فإن الشائعات التي راجت حول عودة المسلحين إلى الغابة، هي حقيقة، وقد شاهد سكان محليون عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي الذي يقوده عبد الملك درودكال، المكنى أبو مصعب عبد الودود، يتحركون على متن سيارات الدفع الرباعي داخل الغابة، وهو ما أكده المصدر الأمني المالي لوكالة الأنباء الفرنسية، بحيث صرح قائلا:» تأكدت بنفسي يوم السبت السادس من أوت الجاري من صحة هذه المعلومات«، مضيفا » المعلومات التي بحوزتنا تؤكد وجود ثلاثة مجموعات لعناصر جهادية، ولا يمكن تحديد عدد العناصر بالضبط..«. وتعتبر غابة »واغادو« منطقة إستراتيجية لا يمكن التفريط فيها بحكم الغطاء النباتي الذي توفره للتخفي من أي هجمات أرضية أو جوية، وبحكم موقعها الهام، فمن الصعب كشف العناصر التي تتحرك بهذه الغابة عن طريق الأقمار الاصطناعية أو عن طريق الطائرات دون طيار (الدرون)، فضلا عن صعوبة اقتحامها برا من قبل أي قوة عسكرية..«. وكان الجيش الموريتاني قد قام بعملية كبيرة بداية من 24 جوان الماضي، بمساندة رمزية من الجيش المالي،وشارك فيها قرابة ألف جندي، استهدفت تدمير المعسكرات التي أقامها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي داخل غابة »واغادو« التي تمتد على مسافة تتجاوز ال 80 كيلومتر، وتضاربت المعلومات حول حصيلة العملية العسكرية، ففيما أعلنت نواكشوط عن نجاحها في تدمير كل المعسكرات التي أقامتها المجموعات الإرهابية، وكذا مخازن السلاح والذخيرة، والقضاء على ما لا يقل عن 15 عنصرا من عناصر التنظيم الإرهابي، قال الفرع المغاربي للقاعدة انه كبد الجيش الموريتاني خسائر فادحة في العتاد والأرواح، معلنا عن الفشل الذريع للعملية العسكرية الموريتانية. ونقلت مصادر مستقلة أن الجيش الموريتاني، المدعوم بوحدات من الجيش المالي، واجه مقاومة شرسة وغير منتظرة من قبل المجموعات الإرهابية التي كانت متحصنة داخل الغابة، واستعمل الإرهابيون أسلحة ثقيلة منها صواريخ ضد الدروع ومضادة للطائرات، جلبها الإرهابيون من ليبيا، وهو ما صعب من المهمة على القوات الموريتانية والمالية. ومؤخرا فقط صرح مسؤول عسكري موريتاني أنه »تم إزالة المعسكرات التي أقامها عناصر القاعدة في الحدود الموريتانية المالية، بما فيها واحد كان مليئا بالعتاد وتفكيك مخزونات الأسلحة«،وهي إشارة إلى العملية المشتركة الموريتانية المالية ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في غابة »واغادو«، وأضاف بأن هذه العملية دفعت بعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى الفرار من معسكراتهم الواقعة غرب مالي باتجاه شمال شرق البلاد قرب المنطقة المتاخمة للحدود مع الجزائر والنيجر، وهو ما دفع بالعديد من المراقبين إلى التساؤل عن صحة هذه التصريحات ومدى مصداقيتها على الأرض.