بالرغم من القفزة النوعية التي عرفتها ولاية برج بوعريريج في السنوات الأخيرة من حيث التنمية المحلية، من خلال البرامج والمشاريع الهامة التي مست مختلف القطاعات وشهدت إنجاز منشآت عديدة، وبفضل الميزانية المالية الهامة التي ضخت في خزينتها وبلغت حدود ال 120 مليار سنتيم خلال السنة الجارية وهو المبلغ نفسه بالنسبة للسنة الماضية، لإطلاق برامج تنموية تستجيب لتطلعات المواطنين القاطنين على مستوى بلدياتها، إلا أنه ماتزال النقائص والمشاكل تخيم على بعض زوايا ومواقع الولاية من بينها بلدية «المهير» التي مازال سكانها يعانون من عدة مشاكل أثرت على حياتهم اليومية سلبا وجعلتهم يعيشون حالة من العزلة -حسبهم- ويطالبون بضرورة تدخل المسؤولين في أقرب الآجال لإطلاق مشاريع كفيلة بتحسين ظروفهم المعيشية. سكانها يرفعون مطلب توفير الإنارة العمومية تسجل بلدية المهير الواقعة غرب ولاية برج بوعريريج، عدة اشاكل تنموية أثرت على قاطنيها، ويتصدرها الإنعدام شبه الكلي للإنارة العمومية، الأمر الذي جعل المواطنين يعيشون كابوس التنقل ليلا، سيما الحالات الاضطرارية كنقل المريض مثلا أو المناسبات سواء منها الدينية كشهر رمضان الذي يتميز بالسهرات والحركة الدؤوبة ليلا، أو الحفلات العادية كالأعراس، فالمنطقة تفتقر لمثل هذه الأجواء، حسب ما أكده السكان الذين عبروا عن استيائهم الشديد من التهميش المسجل في حقهم من طرف المسؤولين المحليين ونحن على مشارف 2012، غير أن بوادر التنمية لم تظهر للعيان، ولهذا فهم يطالبون بتوفير الإنارة العمومية ببلديتهم سيما وأن غياب هذا المرفق يتسبب في حدوث اعتداءات وسطو على ممتلكاتهم من طرف الشباب الطائش. ..ويعانون العطش جراء تذبذب توزيع الماء وغياب الماء الشروب تسبب في زيادة حجم معاناتهم، حيث تعرف المنطقة ومنذ زمن طويل نقصا حادا في التمون به، الوضع الذي جعلهم يتزودون بهذه المادة الحيوية عن طريق شراء الصهاريج التي يصل سعرها -حسبهم- إلى 2000 دينار للصهريج الواحد وبسعة 3000 لتر، غير أنه لا يلبي احتياجاتهم الضرورية من الماء، خاصة في فصل الصيف، أين يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية، وما يزيد من تفاقم حجم المعاناة لديهم أن أغلبهم من الأسر الفقيرة التي لا تستطيع شراء صهاريج المياه للتموين بالماء، كما أشاروا إلى مشكل آخر يتمثل في وضعية الطرق التي عرفت درجة متقدمه من الإهتراء والتدهور دون أن تمسها أشغال التهيئة، فهي عبارة عن حفر ومطبات تعرقل حركة السير بالنسبة للراجلين وأصحاب السيارات على حد سواء، وفي هذا الصدد عبر السكان عن معاناتهم اليومية خلال تنقلاتهم سواء في فصل الصيف، حيث الغبار المتطاير أو شتاء، أين تصبح الأوحال سيدة الموقف، قائلين في هذا الصدد، أن المنطقة تنعدم بها الأماكن المخصصة لحماية المواطنين من أشعة الشمس، حيث ينتشر بها الغبار وقلة الأشجار ما جعل من منظر المنطقة خاليا من ألوان الطبيعة الزاهية، فالناظر إليها لا يرى إلا الأسود والأبيض، أما شتاء فإن قساوة الطبيعة بحكم مناخ المنطقة له فرصة في زيادة حجم معاناة السكان الذين أكدوا لنا بأنهم سئموا من انتشار الأوحال والمستنقعات التي لطالما كانت سببا في عرقلة حركة تنقلاتهم خاصة بالنسبة للعمال والمتمدرسين الذين يقطعون مسافات بعيدة أحيانا مشيا على الأقدام من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، دون أن تكلف السلطات المحلية نفسها عناء توفير حافلات النقل المدرسي لتلاميذ بلدية «المهير». مناصب الشغل لغير شباب المنطقة كما كان لشريحة الشباب نصيب في رفع انشغالاتهم والتعبير عن معاناتهم وتذمرهم الشديد من سياسة التجاهل المنتهجة في حقهم، سيما وأن أغلبهم يتخبط في أزمة بطالة خانقة جعلتهم يدخلون في دوامة الروتين القاتل، وفي هذا الصدد أبدى شباب البلدية تشاؤمهم واستياءهم من الطريقة التي يتم التعامل بها للاستفادة من المناصب المالية المخصصة للبلدية في إطار عقود ما قبل التشغيل للحد من البطالة التي تعاني منها المنطقة، حيث أكدوا في سياق ذي صلة بأن توزيعها يتم بالمحسوبية والبيروقراطية بدليل أن الشباب الذي يعمل بالمنطقة ليسوا من أبناء المهير التي تعتبر بقعة نائية تفتقر إلى عديد المشاريع التنموية، الأمر الذي عاد بالسلب على حياتهم اليومية وأحدث جمودا في يوميات الشباب التي أصبحت عبارة عن حياة جد تقليدية لا يسع الشباب فيها سوى التجمع في المقاهي التقليدية التي تميز المحيط، يحدث هذا في ظل غياب مراكز للترفيه وغياب للمرافق الرياضية، أين طالبوا في هذا الشأن السلطات المحلية بتحريك عجلة التنمية وإطلاق مشاريع تمكن مواطنيها وشبابها من مزاولة العيش المتحضر.