افتتح علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق المؤتمر التأسيسي لحزب "طلائع الحريات" أمس،بحضور أزيد من ألف ومئتي مندوب ومسؤولين سابقين بين رؤوساء حكومات ووزراء ودبلوماسيين وضباط عسكريين متقاعدين،منهم مؤسسين في الحزب. وقال بن فليس في كلمة مطولة ألقاها أمام المئات من الحاضرين بفندق "هيلتون" بالعاصمة أمس،تأسيس الحزب يأتي في ظروف صعبة تتميز بالتضييق على الديمقراطية وانعدام دولة القانون ورفض النظام القائم للصوت المعارض،وأن الأمر بالنسبة "لمؤسسي الحزب ومناضلينا هو بمثابة رفع تحدي وبذل تضحيات أمام الظروف التي تواجه البلاد". وانتقد بن فليس الفراغ في مؤسسات الدولة "الناتج عن شغور السلطة" واتهم الحكومة ب "الفشل في تسيير الشأن العام والعجز عن حل مشاكل الجزائريين" والتضييق على الحريات،وتراجع على المستوى الاقتصادي المتميز بانكماش مداخيل البلاد بسبب انهيار أسعار النفط. وتحدث رئيس الحكومة الأسبق عن قضية توريث الحكم لشقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، وقال " في هذه اللحظة بالذات التي نجتمع فيها هنا تنتشر، في كل جهات الوطن، الإشاعات أو التسريبات التي تُطلق كبالونات اختبار لقياس مدى قابلية عملية الاستنساخ لنظامنا السياسي، بواسطة ما أصبح معروفا بالتعيين تحت تسمية الانتقال التوريثي أو عن طريق التعيين من نفس المجموعة". وقدم بن فليس أن صورة للنظام السياسي اليوم ،فقال أنها تتمثل تسيير شغور للسلطة و المحافظة على الوضع القائم،والسهر على استمرار النظام بكل الوسائل؛ وتحضير عملية الاستنساخ لاحقا وعدم التراجع أمام أية طريقة ولو كانت الأكثر معاداة للجمهورية أو للوطنية". وأثنى بن فليس طويلا على دور الجيش في حماية البلاد والحدود،وقال "يوجد بيننا ، قدماء من ضباط ألوية وعمداء وضباط سامين من الجيش ، الوريث الشرعي لجيش التحرير الوطني الشعبي المجيد"وتابع :" إن للجيش مكانة خاصة في قلوب الجزائريات والجزائريين.. إنه الذراع المسلحة للشعب التي لا تكل، وحصن الجمهورية المتين.. إن البلد برمته لينحني تقديرا واحتراما أمام التضحيات الجليلة التي تقدمها قواتنا المسلحة كلما كانت الجزائر في خطر.. إن جيشنا هو درعنا وقوتنا الحامية لأمننا ولسلامة حدودنا". وحضر مؤتمر طلائع الحريات كل من رؤساء الحكومة السابقين مقداد سيفي و أحمد بن بيتور وبلعيد عبد السلام،وعدة وزراء أمثال أحمد عطاف وعبد العزيز رحابي و كمال بوشامة وعزيز درواز،و الحقوقي علي يحي عبد النور،وأعضاء هيئة التشاور و المتابعة للمعارضة ،ورفض بن فليس في سؤال صحفي على هامش المؤتمر الرد على تصريح الأمين العام للأفلان ضده أمس ،وقال "إني لا أتحدث عن الأشخاص".