تباينت مواقف أحزاب سياسية بشأن موضوع تمثيل العنصر النسوي في المجالس المنتخبة بين مؤيد لما جاء في مشروع القانون الخاص بالانتخابات ومعارض لذلك على خلفية أن المرأة هي من تقرر مشاركتها أو عدم ذلك دون أي إلزام من أي جهة كانت. رافعت أحزاب سياسية على مبدأ تحرير المرأة من وصاية أي طرف كان، معتبرة في نقاش ضم ممثلي مجموعات برلمانية بالمجلس الشعبي الوطني أي تمثيل ينبغي أن يمر بحرية ودون ضغوط أو شروط مملاة. الموقف عبرت عنه المجموعة البرلمانية للجبهة الوطنية الجزائرية “الأفانا” وكذا كتلة حركة مجتمع السلم بالغرفة البرلمانية ذاتها، بإجماع الطرفين في نقاش بث أمس على أثير القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، يجمع فيه الطرفان على ضرورة التخلي على نظام المحاصصة “الكوطة” في تفعيل المشاركة السياسية للمرأة، عكس التوجه الذي رافعت عنه كتلة الأرندي التي طالبت بتكريس ما جاء في مشروع القانون العضوي المتعلق بالانتخابات. قضية إقحام المرأة في المجال السياسي وفي خضم النقاش اتضح أن هذه الأحزاب وأخرى تتجه نحو تثمين فكرة تدرج المرأة في المجالس المنتخبة وإقناعها بخوض غمار النشاط السياسي، على حد تأكيد ممثلة مجموعة نواب “الآفانا” في الغرفة السفلى للبرلمان، موضحة بأن المرأة الجزائرية ليست في حاجة إلى اقتحام العالم السياسي أو شغل منصب سياسي لإثبات وجودها ومكانتها ونضالها بل هي تناضل عندما تشغل منصب الأم و الزوجة والأخت وهذا كاف لإبراز قيمتها. وأضافت المتحدثة باسم “الأفانا” أن المرأة الجزائرية أظهرت نضالها وقوتها بعيدا عن مجال السياسة فقد اكتسحت الجامعة على سبيل المثال، كما أن بعض القطاعات ستؤنث بشكل تام لكثرة وتفوق العنصر النسوي فيها كقطاع القانون مثلا وذلك لما أبانت عنه من إمكانات وتفوق في أداء واجباتها في شتى المجالات . بالمقابل أكدت المتحدثة باسم كتلة التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي” ضرورة رفع نسبة النساء المنخرطات في النشاط السياسي من 7 بالمائة إلى 30 بالمائة وذلك لتغطية الحضور الهزيل لها في المناصب السياسية، وأشارت إلى ضرورة الاستعانة بها في المناصب السياسية، كما يتم الاستعانة بها –تقول المتحدثة- لكسب الأصوات في الانتخابات. من جهته ممثل مجموعة نواب حركة مجتمع السلم تناول الموضوع بالقول أن مسألة إقحام المرأة في النشاط السياسي ينبغي أن تعتمد مبدأ التدرج من خلال تهيئة الظروف والعوامل المناسبة لاقتحام المرأة مجال السياسة الذي ظل –حسب مضمون حديثه- حكرا على الرجال ومحاط بظروف وحواجز يصعب على المرأة اجتيازها دفعة واحدة.