يعرف سكان 500 مسكن بعين النعجة والتابع إقليميا لبلدية جسر قسنطينة، عدة نقائص أثرت سلبا على حياة قاطنيه، فانتشار القمامة، وتدهور أسقف العمارات، ضف إلى الاقتحام الكبير للمحلات وتحويلها إلى مأوى لغرباء عن الحي، كانت السبب المباشر في إزعاج العائلات التي تقطن بالمكان، والتي توجهت في عديد من المناسبات إلى مصالح البلدية بشكاويها من أجل النظر في معاناتهم، غير أنها لم تلق صدى لديهم ما جعلهم يصفون سياسة مسؤوليهم ب»سياسة الآذان الصماء. أبدى سكان حي 500 مسكن الذين تقربت منهم «السلام اليوم» انزعاجهم من التماطل واللامبالاة المنتهجة ضدهم من طرف السلطات المحلية التي لم تتدخل من اجل إدراج برنامج تهيئة شامل لموقعهم السكني الذي لم يمر على تشييده سوى بضع سنوات، فالحي يعرف انتشارا كبيرا لأكياس القمامة التي يلقي بها بعض المواطنين بطريقة عشوائية بسبب غياب الأماكن المخصصة لرمي الأوساخ، ما يجعلها تتراكم، مشكلة مفرغة شبه عمومية تنبعث منها الروائح الكريهة، الأمر الذي يزعج قاطني الحي الذين ارتفعت نسبتهم في الآونة الأخيرة بتوافد سكان جدد، وفي هذا الصدد أكدت بعض العائلات التي جمعها حديث معنا، أن القمامة أصبحت ديكورا يوميا، وينذر بكارثة إيكولوجية في حال استمرار الوضع على حاله، مشيرين في سياق ذي صلة إلى أنهم أخذوا على عاتقهم منذ فترة مهمة تنظيف الحي، غير أنها لم تجد نفعا على اعتبار أنهم لا يملكون المعدات اللازمة لإجراء مثل هذه العملية التطهيرية، متطرقين في سياق ذي صلة إلى مشكل الحالة الكارثية التي آلت إليها أسقف العمارات، حيث تآكلت بشكل كبير وعرفت عدة ثقوب ما سمح لمياه الأمطار بالتسرب إلى الداخل مشكلة مستنقعات للمياه الراكدة، ومتسببة في ارتفاع الرطوبة والبرودة داخل الشقق، الأمر الذي أزعج قاطني الطوابق العليا باعتبارهم أولى المتضررين، مؤكدين على أنهم تقدموا بعدة طلبات إلى مصالح البلدية من أجل إيفاد لجنة مراقبة للوقوف على الوضع وإعادة تهيئة أسقف العمارات، إلا أنها لم تؤخذ بعين الإعتبار -حسبهم-. كما أشار محدثونا إلى مشكل آخر لا يقل خطورة يتمثل في اقتحام المحلات المتواجد أسفل العمارات من طرف بعض العائلات واستغلالها كمأوى لهم، وهو ما أثار سخط سكان المجمع السكني 500، سيما وإن علمنا أن ذلك يؤثر على أساسات البنايات نظرا للتعديلات غير المدروسة التي يجريها مستغلو هذه المحلات، وفي هذا الصدد أعرب السكان عن استنكارهم الشديد وطالبوا بضرورة طرد تلك العائلات نظرا لحاجتهم الماسة لتلك المحلات التي يمكن أن تفتح فرص العمل أمام الشباب البطال في حال استغلالها في إطارها القانوني، وبالمقابل فإن شاغلي المحلات استغلوا فرصة تواجدنا بالمكان للإدلاء بتصريحاتهم التي تمثل مجملها في المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من طرف السكان، ولهذا فهم يلتمسون من السلطات المحلية ترحيلهم إلى سكنات لائقة في القريب العاجل.