علّق علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات على إنهاء مهام، مدير دائرة الإستعلامات والأمن، الفريق محمد مدين، المدعو "توفيق" بإحالته على التقاعد، والتغييرات الأخيرة في المؤسسة العسكرية والأمنية، أنّها جاءت في ظروف غير عادية وعدم شفافية، نافيا أن تكون هذه التغييرات مقدمة لتمدين الحكم في الجزائر. في أول ردّ له حول إقالة الفريق توفيق، التي صنعت الحدث في الساحة الوطنية منذ بداية الأسبوع الجاري، قال علي بن فليس في ندوة صحفية، أمس بالعاصمة، أن احالة الفريق على التقاعد وجميع التغييرات في مؤسسة الجيش "لم تتم في ظرف عادي ولا بطريقة عادية" "موضحا أن "هناك مسلمات في الدول الديمقراطية حول تغيير قيادات الجيوش، أولها أن في هذه الدول تكون التغييرات عادية ومنتظمة، والثانية مفادها أنها تحتكم إلى قوانين ضوابط ومقاييس متعارف عليها، أما المسلمة الثالثة هي أنها تتم في وضوح وشفافية ولا تعتبر من أسرار الدولة". أما في حالة الجزائر فقال "نحن في نظام غير شرعي ودكتاتوري، ولذلك تتم التغييرات في المؤسسة الأمنية والعسكرية حسب أهواء ومزاج الحكم، وتجاهل للقوانين والتنظيمات، وفي جو من الضبابية، وتصدر عنها قراءات وتأويلات" موضحا أن الظررف التي جرت فيها التغييرات الأخيرة، مردها شغور السلطة وتشتت مصدر صنع القرار" متسائلا " من يحكم الجزائر؟ ومن قام بهذه التغييرات؟ ". يجيب "لا نعلم ". وتابع بن فليس حول موقفه من هذه التغييرات: "إن الظروف الحالية تجعلني لا استطيع أنأقول إذا كان التغيير ايجابيا أو سلبيا، وقد غادرت السلطة في 2003 وليس لدي علم بما يجري داخلها"، لكنه إعتبر أن التغييرات في الجيش لايمكن أن تكون مؤشرا على التوجه نحو تمدين الحكم "لأن هذه العملية حسبه تكون ب"إعادة الشرعية وإرادة الشعب" . وحول علاقته بالجنرال توفيق، الذي يشاع أنه أحد صناع القرار في الجزائر، رد بن فليس بالقول أن "لا أحد تدخل في صلاحياتي لما كنت مسؤولا في الدولة". بشأن الوضع الاقتصادي، قال رئيس الحكومة الأسبق، إن "المؤشرات المالية الرسمية تدل على أن الجزائر ستدخل في أزمة مالية بعد سنتين، وأن إجراءات قانون المالية التكميلي لن تخفض العجز في الخزينة وميزان المدفوعات" كما انتقد اتخاذ الحكومة قرار استرجاع أموال السوق الموازية "دون لجوء إلى حوار وطني حول المشكلة". وبخصوص حزب طلائع الحريات المتحصل على اعتماد مؤخرا، قال بن فليس إن "عملية تأسيس الحزب "صادفتها العديد من العراقيل" واعتبر أنه "سيلعب دور في الساحة السياسية "، وكشف أن الحزب "يضم حاليا 30 ألف مناظل ومناظلة "وتوقع أن "يتضاعف هذا العدد قبل نهاية السنة".