تميزت الساحة الثقافية الجزائرية خلال سنة 2015 بفسيفساء ثقافية جمعت بين مختلف الفنون والألوان الإبداعية، خاصة عاصمة الثقافة العربية قسنطينة التي جمعت طيلة عام كامل ألمع النجوم والفنانين على الساحة العالمية، كما احتضنت الجزائر أكبر الفعاليات والتظاهرات العالمية لتعبر في مجمل الأمر عن الرقي الثقافي الذي أصبح يميز المجتمع الجزائري، وفي وقت عرف تميز وبروز فنانين ومبدعين بأعمال جزائرية فقدت الساحة الثقافية ألمع الكتاب والفننين خلال 2015 . قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015.. وجه آخر للفن العربي تشكل تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 من أكبر الأحداث الثقافية التي ميزت هذا العام، حيث فتحت المجال لاستعراض مختلف الثقافات بداية من 15 أفريل، لتكون سيرتا سفيرة الفن العربي النقي وسفيرة مثالية للجزائر تعرض مختلف الإبداعات والفنون والتاريخ لتعكس بذلك الامتزاج الثقافي بين مختلف الشعوب، فعرضت عاصمة الثقافة العربية فسيفساء ثقافية فنية باحتضان العشرات من نجوم الأغنية العربية والعالمية والفرق الموسيقية بمختلف اللغات العالمية، كما ضمت الإبداع الفني بجميع أشكاله التعبيرية التي هزت خشبة المسرح، واستفاد الحاضرون من معايشة لحظات سحرية بفضل الروائع الكلاسيكية التي عزفتها وأدتها ببراعة عديد فرق الأوركسترا المعروفة في عالم الموسيقى، كما احتضنت الأسبوع الثقافي الفلسطيني، إضافة إلى الأسابيع الثقافية لكل من المملكة العربية السعودية والكويت ومصر والمغرب وتونس وإيران وسلطنة عمان وعديد الدول العربية. أيام الفيلم العربي المتوج يؤكد انفتاح الجزائر على السينما والثقافة العربية أطلقت مدينة قسنطينة المهرجان الأول للفيلم العربي المتوج على هامش تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية للعام 2015 وسط أجواء من التفاعل العربي ليؤكد انفتاح الجزائر على السينما والثقافة العربية، بحضور نخبة من نجوم العالم العربي في السينما، وتم في أيام الفيلم العربي المتوج التي خصصت لسوريا وفنها السابع وثقافتها وشعبها عرض 11 فيلما عربيا طويلا متوجا في مختلف المهرجانات السينمائية والمتمثلة في الفيلم الجزائري البئر، الأردني الذيب للمخرج ناجي أبو نوار، التونسي الزيارة، العراقي تحت رمال بابل، المصري النيل الأزرق، المغربي جوق العميين، التونسي على رحلة عيني، المصري أمير رمسيس، السوري المهاجران للمخرج محمد عبد العزيز، الموريتاني تمبكتو للمخرج عبد الرحمن سيساكو، اللبناني موجة 1998 لإيلي داغر، وعرفت هذه الفعاليات حضورا جماهيريا كبيرا. مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي..عودة بعد 30 عاما من الغياب عرفت عنابة شهر ديسمبر انطلاق مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، بعد غياب دام 30 عاما، وركزت الطبعة الأولى لهذه التظاهرة المتوسطية على موضوع الهجرة السرية، وعرفت التظاهرة توافد كبير للجمهور هذا وتوج الفيلم الفلسطيني "متدرج" للمخرجين التوأم " طرزان" و" عرب ناصر" بالجائزة الكبرى "العناب الذهبي" لأفضل فيلم متكامل في الدورة الأولى لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، كما حصد فيلم "مدام كوراج" لمرزاق علواش جائزة لجنة التحكيم، وعادت جائزة أفضل سيناريو لفيلم الرسوم المتحركة "أداما" للمخرج الفرنسي سيمون روبي، تميز حفل الاختتام الذي حضره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بتكريم المجاهد وبطل "معركة الجزائر" الفنان القدير " ياسف سعدي ". مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته الثامنة ... مشاركة عربية متميزة اختتمت فعاليات الطبعة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي بفوز الفيلم الطويل "جوق العميين" للمخرج المغربي محمد مفتكر بالجائزة الكبرى "الوهر الذهبي" للطبعة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يوم12 جوان، وعادت جائزة "الوهر الذهبي" للأفلام القصيرة ل "فتزوج روميو جولييت" للمخرجة التونسية هند بوجمعة، كما تحصل الفيلم الوثائقي "أنا مع العروسة" من إخراج مشترك للفلسطيني خالد سليمان الناصيري والايطاليين غابريال ديل جراندي وأنطونيو أوجوجليار على جائزة "الوهر الذهبي" المخصصة لهذا الصنف من الأعمال المشاركة في مهرجان وهران السينمائي. أجواء موسيقية وروحانية في الطبعة السادسة للمهرجان الدولي للإنشاد "تحت شعار قسنطينة تنشد للأقصى"، احتضنت الجزائر الطبعة السادسة للمهرجان الدولي الثقافي للإنشاد بالمسرح الجهوي لقسنطينة، حيث عرف هذا الأخير لمسة موسيقية وروحانية رائعة، كما عرف حضور جمهور غفير للمحبين لهذا النوع من الفن الذي يمجد الله والرسول صلى الله عليه وسلم بمشاركة فرق عبرت عن موهبة من خلال أدائهم الرائع الذي سافر بالجمهور في أجواء روحانية مع النغم المهذب. المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجزائر بحضور 19 دولة وتونس ضيف الشرف تعرف الجمهور الجزائري بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي على مقاطع الموسيقى الكلاسيكية العالمية التي تؤديها فرق قادمة من مختلف الدول العالمية أبرزها من روسيا، المكسيك، مصر، سوريا والصين، التي عرفت مشاركة عازفين محترفين من 20 دولة، استطاعوا طيلة 9 أيام، أن يحافظوا على السمعة الطيّبة التي حظي بها المهرجان منذ طبعته الأولى وهي الطبعة التي اختارت بلجيكا كضيف شرف. مهرجان جميلة العربي ومهرجان تيمقاد ... وقفة فنية عربية في خدمة الإبداع والوحدة الوطني انطلقت فعاليات الطبعة ال11 لمهرجان جميلة العربي تحت شعار "شعب واحد وطن واحد" وذلك بمشاركة 387 فنانا مثلوا 9 دول والجزائر كانت من جهتها ممثلة بعدد من الأسماء الفنية الشابة المؤدية لشتى الطبوع الفنية المنتشرة عبر الوطن، كما أقيمت سهرات الطبعة ال37 لمهرجان تيمقاد الدولي من ال 30 جويلية إلى غاية ال 6 أوت بالمسرح الجديد بالمدينة الأثرية تيمقاد بمشاركة أكثر من 40 فنانا جزائريا وأجنبيا من 11 بلدا، ليعبر عن التكامل بين الفنانين الشباب مع أعمدة الفن الجزائري، في أجمل صورة للتكامل بين مختلف الفنانين الجزائريين الذي يجسد شعار الطبعة "وحدة الوطن". المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة عرفت نهاية سنة 2015 افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي بمدينة باتنة في طبعته السابعة التي جاءت تحت شعار "إبداع أصالة وحدة وطنية"، وعرف المهرجان حضور العديد من الوجوه الفنية الجزائرية، بتوافد كبير لعشاق الفن الرابع على مسرح باتنة الجهوي لاسيما متتبعي المسرح الناطق بالأمازيغية، وعرفت الطبعة السابعة للتظاهرة التي تتنافس فيها 10 عروض مسرحية 6 منها للمسارح الجهوية. فعاليات المهرجان الوطني للأغنية الأمازيغية بتمنراست عرفت تمنراست انطلاق فعاليات الطبعة الثامنة للمهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية في أجواء فنية ميزتها العروض الفلكلورية المتنوعة تخللتها مقاطع من الشعر، بمشاركة 12 فرقة من مختلف الطبوع الفنية، وقد تمكنت فرقة اينوزا المختصة في الطابع القبائلي من بجاية من إحراز المرتبة الأولى والمرتبة الثانية نالها المتألق برداش براهيم فيما عادت المرتبة الثالثة لفرقة اسيل عن الطابع الشاوي من خنشلة، وأدرجت ضمن فعاليات هذا المهرجان عدة أنشطة ثقافية متمثلة في تنظيم صالون وطني للفنون التشكيلية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة بمشاركة اكثر من 30 فنانا تشكيليا من مختلف ولايات الوطن. الصالون الدولي للكتاب.. الطبعة ال20 في الواجهة وجائزة أسيا جبار الجديد شهدت الطبعة ال 20 من الصالون الدولي للكتاب إقبالا منقطع النظير من قبل القراء المهتمين بعالم الإبداع الأدبي، حيث شكل المعرض فضاء واسعا التقى فيه كل من المؤلفين والعارضين بالجمهور طيلة 10 أيام، وعرفت التظاهرة انخفاضا في الميزانية وذلك بنسبة 50بالمائة من الميزانية السابقة سجلت مشاركة اكثر من ألف عارض من53 بلدا مثلوا أربع قارات، وذلك بمشاركة 620 ناشرا اجنبيا و290 عارضا جزائريا كانوا حاضرين في هذه الطبعة العشرين وكان جائزة أسيا جبار للرواية جديد الطبعة. حيل عمالقة الفن والإبداع الجزائري خلال سنة 2015 ولا يمكن الحديث على سنة 2015 دون التطرق إلى الأحداث الأليمة التي عرفتها الجزائر خلال هذه السنة، والتي تميزت برحيل عمالقة الفن والإبداع الجزائري في مختلف المجالات. هذا وفقدت الساحة الثقافية الجزائرية خلال سنة2015 أبرز الكتاب والفنانين في مختلف الميادين، حيث فقدت الساحة الأدبية العالمية يوم ال 8 أفريل الأديبة الجزائرية المتميزة والسينمائية الكبيرة التي ما فتئت طوال حياتها متمسكة ببلدها وشعبها الكبيرة أسيا جبار، لتترك صاحبة 15 جائزة دولية وراءها مكتبة أدبية. رحيل عملاق الأفلام الثورية " سيد على كورات"والممثلة فتيحة بربار وآخرين هذا وفقدت الساحة الثقافية الجزائرية خلال 2015 أكبر عمالقة الفن الرابع، إذ رحل الفنان القدير سيد علي كويرات عن عمر يناهز 82 سنة وعرف عن الفنان المرحوم مشاركته في ادوار البطولة في اشهر الافلام الجزائرية كدورية نحو الشرق والأفيون والعصا، وقائع سنين الجمر ،والممثل المسرحي حمود بشير وقد تألق الفقيد خلال مسيرته الفنية الثرية على الركح، حيث تقمص أدوارا مختلفة في العديد من المسرحيات للأطفال والكبار، ورحيل الممثل الفكاهي حمليل حكيم، كما عرف رحيل الفنانة الكبيرة "فتيحة بربار" والممثل بوعربة محند أويذير. رحيل سفراء الفن النظيف ...بوجمعة العنقيس وأحمد ساري.. رحل رائد الأغنية الشعبية بوجمعة العنقيس عن عمر يناهز 88 سنة، بعد ممارسة طويلة للموسيقى أمام كبار الفنانين، تاركا وراءه رصيد غنائي ثري يضم أكثر من 300 أغنية، كما رحل المغني والملحن الأندلسي أحمد ساري، وعرف صباح 9 أكتوبر 2015 رحيل المغني الملحن ومنشط القناة الإذاعية الثانية مزيان رشيد، الذي كان يلقب بوثائقي الإذاعة بسبب جمعه لعدة أسطوانات والصور التي لها علاقة مع الأغنية القبائلية، تاركا وراءه آلاف الأغاني العاطفية والوجدانية التي تعكس شخصيته الهادئة للرجل كما فقدت الساحة الفنية الجزائرية في الرابع سبتمبر بلقاسم بوثلجة أحد الفنانين الذين أثروا الثقافة الوطنية. رحيل المخرجين بن عمر بن بختي وعمار العسكري وفقدت جزائر 2015 رحيل المخرج الجزائري بن عمر بختي، والذي اشتهر عند جمهور المشاهدين بثلاثة أفلام هي فيلم العودة، الشيخ بوعمامة وهو فيلم تاريخي حول المقاومة ضد المستعمر الفرنسي، وخاصة فيلم الطاكسي المخفي، ورحل أيضا المخرج الجزائري الكبير عمار العسكري تاركا وراءه سجلا هاما من الاعمال المتميزة مثل "دورية نحو الشرق و"المفيد" أبواب الصمت، و "زهرة اللوتس". أمينة .ق