دخل أمس سائقو القطارات على المستوى الوطني وبشكل مفاجئ في إضراب مفتوح عن العمل، عقب وفاة مساعد سائق قطار أول أمس في نقطة تقاطع خط السكة الحديدية مع الطريق العام غير المحروس على مستوى مدينة بجاية. وجاء الإضراب بعد الاستجابة لدعوة إتحاد سائقي القطار الجزائريين من طرف جميع عمال وسائقي القطارات على خلفية وفاة مساعد سائق القطار تواتي عيسي، وذلك إثر حادث القطار المميت الذي وقع في نقطة تقاطع خط السكة مع الطريق العام الغير محروس على مستوى بلدية أقبو بولاية بجاية، إذ قرر الإتحاد الدخول في إضراب مفتوح من 30 ديسمبر 2015 إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المتمحورة أساسا حول توفير الحماية الضرورية والإستعجالية للممرات غير المحروسة والبالغة 1500 ممر، على خلفية أنه وفي شهر ديسمبر الجاري وقع 14 حادث دهس واصطدام بين القطارات والشاحنات في الممرات غير المحروسة ما أسفر عن وفاة 9 مواطنين، آخرهم مساعد سائق القطار، وتم خسارة 12 قطار الدفع الذاتي من أصل 17 قطارا متوقف عن الخدمة اشترتهم الحكومة بأموال باهظة، فضلا عن استحداث قانون خاص للسائقين يركز على تقليص مدة الخدمة الفعلية إلى 25 سنة حتى لا يفقد سائق القطار جاهزيته جراء متاعب المهنة، وكذا تجديد نظام العمل المعمول به ليتماشى والمتطلبات الحالية، فضلا عن إلغاء المتابعات القضائية ضد سائقي القطارات في حالة الدهس والانتحار في خطوط السكك الحديدية، وتكييف القضايا على مستوى المحاكم، بحكم أن تطبيق المادة 288 من قانون العقوبات يخالف المادة 32 من قانون 90/35 المتعلقة بالسلامة الأمنية للسكك الحديدية والتي تنص في الفقرة الخامسة منها "انه لا يجوز لأي شخص أو مركبة التجول أو التوقف داخل خطوط السكك الحديدية". هذا وكانت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية قد تأسفت سابقا لوقوع هذه الحوادث المؤلمة، كما دعت الجمهور للانتباه إلى المخاطر التي تهدد المواطن بالقرب من السكك الحديدية وجددت دعوتها لكافة الزبائن والمواطنين إلى التحلي باليقظة عندما يعبرون السكك الحديدية بغية تفادي تسجيل حوادث، مشيرة أنها سجلت خلال الأيام الأخيرة عدة حوادث لأشخاص بالقرب من السكك الحديدية، مشيرة أن هذه الحوادث لها عواقب وخيمة على حركة القطارات وتمثل تجربة قاسية يجب أن يسيرها الأعوان والسائقين الذين يواجهونها، موضحا أن كل خطأ غير متعمد يمكن أن يودي بنفس بشرية.