حقق المنتخب الوطني سهرة أول أمس فوزا معنويا ثمينا على حساب المنتخب التونسي في لقاء ودي في إطار استعدادات المنتخبين لباقي الاستحقاقات الهامة التي تنتظرهم في المستقبل القريب، ومثلما كان متوقعا وجد أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيش بعض الصعوبات لحسم نتيجة اللقاء لصالحهم بهدف دون رد حمل توقيع رياض بودبوز قبل دقائق عن نهاية الشوط الأول. هذا وكانت مواجهة المنتخب التونسي بمثابة اختبار ودي حقيقي لعناصر الخضر التي سعت إلى استغلال الفرصة لكسب ثقة الناخب الوطني الذي أثنى على أداء لاعبه في خلال المباراة، دون أن يخص بالذكر أي لاعب، حيث أكد بأن الكل قام بدوره كما ينبغي وأبدى سعادته بالفوز الذي كان معنويا وهاما في هذه الفترة التي يسعى فيها المنتخب إلى إعادة البناء من أجل دخول تصفيات كان 2013 وكأس العالم 2014 من موقع قوة. حليلوزيتش ينجح في أول اختبار حقيقي وإذا كانت مواجهة المنتخب التونسي بمثابة اختبار ودي حقيقي لعناصر التشكيلة الوطنية التي تحلم بالتواجد في القائمة النهائية التي ستحمل عاتقها مسؤولية تأهيل الجزائر لنهائيات أمم إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014، فإنها في المقابل كانت بمثابة امتحان حقيقي للناخب الوطني حليلوزيش لتأكيد حنكته في ثالث ظهور رسمي له مع التشكيلة الوطنية أمام منافس قوي بحجم المنتخب التونسي، سيما وأن العديد من أهل اختصاص كانوا يترقبون هذا الاختبار الودي للتأكد أكثر من لمسة المدرب البوسني، بحكم أنها المرة الأولى التي يقود فيها المنتخب الوطني أمام منافس من العيار الثقيل عكس المواجهتين السابقتين اللتين جرتا أمام كل المنتخب التنزاني وجمهورية إفريقيا الوسطى وأجلتا الحكم، وتقييم مستوى العمل الذي يقوم به حليلوزيش الذي يواصل كسب الرهان في انتظار التأكيد في مواجهة أمسية يوم غد أمام المنتخب الكامروني. التنويع في اللعب والنزعة الهجومية..الوجه الجديد ل “الخضر” وفضلا على أن مواجهة المنتخب التونسي كانت بمثابة اختبار ودي حقيقي، فإنها أكدت النسق التصاعدي لمستوى المنتخب الوطني تحت قيادة حليلوزيتش سيما من الناحية الفنية، وهو ما تجلى أكثر في الانتشار الجيد للاعبين فوق أرضية الميدان وتنويع اللعب خاصة على الأطراف، ناهيك عن النزعة الهجومية التي يرى أهل الاختصاص أنها قد تشكل نقطة قوة الخضر في المواعيد الرسمية القادمة، سيما في ظل الإصرار المتواصل لحليلوزيش على ضرورة حل عقدة التهديف التي لازم التشكيلة الوطنية في عهد المدربين السابقين. الدفاع يواصل التألق حتى في غياب الركائز ومن جهة أخرى واصل دفاع الخضر تألقه حتى في غياب معظم ركائزه، حيث أن الأسماء التي فضل الناخب الوطني الاعتماد عليها في مواجهة سهرة أول أمس على مستوى خط الدفاع في صورة كارل مجاني الذي عوض بوڤرة، مفتاح وبلحاج اللذين عوضا كل من مصباح ومهدي مستوى على الرواقين، سعت إلى استغلال الفرصة التي أتيحت لها لكسب ثقة حليلوزيش وهو الرهان الذي نجحت في كسبه بما أنها لم تنجح فقط في الحفاظ على نظافة الشباك فقط، بل نجحت في تشديد الخناق على مهاجمي المنتخب التونسي الذين عجزوا وطيلة ال 90 دقيقة على تهديد مرمى الحارسين زيماموش وعز الدين دوخة، باستثناء بعض المحاولات الفردية المحتشمة التي لم تشكل أي خطر حقيقي. لموشية المحارب، لحسن “ميزان” وسط الميدان ويبدة مهندس الفوز كما أضحت المواجهة الودية أمام المنتخب التونسي بأن تكون نقطة قوة المنتخب الوطني في وسط الميدان، وهذا بعدما نجح الثلاثي لموشية، لحسن ويبدة بحسم معركة وسط الميدان لصالحهم منذ البداية بدليل الكرات الكثيرة التي استرجعت في هذه المنقطة الحساسة، فضلا عن مساهمة الثلاثي الكبيرة في بناء اللعب والتنسيق الجيد بين الخطوط الثلاثة، حيث الجمهور الذي غصت به مدرجات ملعب تشاكر وقف عند العودة القوية للموشية الذي استعادة الروح القتالية تميز بها خلال التصفيات المزدوجة المؤهلة للمونديال، إلى جانب المستوى الراقي لأداء مدحي لحسن الذي يؤكد بمرور المباريات أنه ميزان المنتخب بفضل قراءته الجيدة للعب وتمريراته الدقيقة في العمق التي لم يحسن استغلالها، وبالرغم من عودته مؤخرا من الإصابة إلى أن يبدة ساهم بشكل كبير في الفوز المحقق بفضل تموقعه الجيد وقيادة المنتخب في ظل افتقاره لصانع ألعاب حقيقي. سوداني الإكتشاف وبودبوز خطف الأضواء هذا ومكنت مواجهة المنتخب التونسي باكتشاف مهاجم قد يكون له شأن كبير مع المنتخب الوطني وقد يكون حلا لمعضلة الهجوم في المواعيد الرسمية القادمة، بعدما لفت الأنظار إليه الموسم الماضي بتتويج بلقب هداف البطولة المحلية ويتعلق الأمر بالمهاجم السابق لأولمبي الشلف والحالي لفيكتوريا غيماراش البرتغالي العربي هلال سوداني، الذي وبالرغم من فشله في التهديف إلا أنه تألق بشكل لافت ولم يخيب ثقة الناخب الوطني في أول ظهور له كأساسي مع الخضر، وهذا إلى جانب نجم سوشو الفرنسي رياض بودبوز الذي أكد على علو كعبه في مواجهة سهرة أول أمس ليس بفضل الهدف الجميل الذي وقعه، وإنما أيضا بتحركاته الكثيرة ومراوغاته القاتلة التي جعلت مدافعي المنتخب التونسي للجوء للخشونة للحد من خطورته.