إستنفار أمني وتكثيف الحراسة على المنشأة الغازية بأدرار أحبطت أمس قوات الجيش الوطني الشعبي بإقليم الناحية العسكرية الرابعة محاولة الإعتداء إرهابي على القاعدة النفطية خريشبة على بعد 200 كيلومتر جنوب غرب المنيعة، دون إحداث أي خسائر بشرية أو مادية، على حدّ ما أكده بيان لوزارة الدفاع الوطني. وحاولت مجموعة إرهابية مجهولة العدد تنفيذ الإعتداء على معمل لمعالجة الغاز الطبيعي في حدود الساعة الخامسة و30 دقيقة بحقل الغاز لشركة "شال" ويشتغل به عدد من العمال الأجانب. واستعملت المجموعة الإرهابية أسلحة ثقيلة في الهجوم من خلال إطلاق ستة قذائف على المحيط الخارجي للمعمل لحسن الحظ فانه لم يتم تسجيل إصابات بشرية ولا خسائر مادية أضرّت بالمنشأة. وعرفت المنطقة مباشرة بعد الهجوم حالة استنفار امني كبير، حيث باشرت قوات من الجيش الشعبي من ثكنة تقنتور عملية أمنية ضخمة وتمت ملاحقة ومطاردة المجموعة الإرهابية باستخدام الوسائل الملائمة منها الحوامات. أزيد من ألف جندي للمتابعة البرية وتبقى العملية الأمنية متواصلة عبر المنطقة الرملية والتضاريس يشرف عليها أزيد من ألف جندي مجهزين بمختلف الأسلحة إضافة إلى غطاء جوي من الطائرات المروحية. ويعرف الطريق الوطني رقم 1 منذ أيام نصب عدد من الحواجز الأمنية، بعد ورود معلومات عن تحرّكات مجموعة إرهابية بمنطقة امقيد حوالي 360 شمال عين صالح كما كثف الجيش من رفع درجات التأهب وتكثيف الحراسة بالمناطق الغازية بولاية أدرار منها منطقة السبع. من جهتها، أكّدت الشركة البترولية النرويجية STATOIL، في بيان لها وقوع محاولة إعتداء إجرامي ضد منشآتها، كما كشفت الشركة البترولية أن الإرهابيين قاموا بإطلاق قاذفات عن بعد دون وقوع أية خسائر، كما أشار ذات البيان أن عملية الإنتاج تتم بصفة عادية حاليا بعد توقف دام خمسة دقائق في إطار تعليمات الأمن. وصرّح أحد الموظفين العاملين في الموقع لوكالة الأنباء الفرنسية، في اتصال هاتفي "حوالى الساعة السادسة هاجمت مجموعة إرهابية بالصاروخ حقل خرشبة الذي تستثمره بشكل مشترك مجموعات سوناطراك وبريتش بتروليوم البريطانية وستات-اويل النروجية. ويتضمن الموقع الذي استهدف مقرين للإقامة ومركزاً للإنتاج" وحسب مختصين في الشأن الأمني فان العملية تحمل بصمات التنظيم الإرهابي المعروف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. المحاولة التي باءت بالفشل أعادت إلى الأذهان حادثة الإعتداء على منشأة نفطية بتقنتورين بتاريخ 16 جانفي 2016 والتي كانت إختبار حقيقي إجتازه الجيش الجزائري بنجاح. وسمحت العملية بإعادة النظر في الخطة الأمنية لتأمين المنشآت النفطية في الجنوب والتي باتت تخضع لحماية مشددة تشرف عليها مصالح الدرك والجيش. ويلاحظ أن الجماعة الإرهابية التي حاولت تنفيذ الإعتداء على المنشأة النفطية بين عين صالح والمنيعة غيّرت خطتها الهجومية مقارنة مع تلك التي تمت في اعتداء تڤنتورين واستعانت بقذائف تم إلقاؤها عن بعد لتتم السيطرة على الموقع الإستراتيجي لاحقا بدل تسلّل عناصر إرهابية إلى القاعدة النفطية