أعلن عبد المجيد تبون، وزير السكن والعمران والمدينة، عن إطلاق مناقصة وطنية ودولية لاختيار مكتب دراسات ذي خبرة يشرف على عمليات توشيح وزخرفة وتزيين جامع الجزائر. أوضح تبون عقب اجتماعه أول أمس بمحمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بحضور إطارات الوزارتين انه تمت المصادقة رسميا على الوثيقة المتعلقة بتفاصيل الشكل النهائي للجامع وبالتالي الدخول في مرحلة التنفيذ من خلال إطلاق مناقصة لاختيار مكتب دراسات مؤهل يشرف على تجسيده بغضون الاسبوع الأول من أوت على أقصى تقدير. للإشارة كانت وزارتا السكن والشؤون الدينية قامتا ماي 2015 بتنصيب لجنة مشتركة بغرض تحديد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحكم والأبيات الشعرية التي تستخدم في تزيين الجامع بما يعكس الهوية الوطنية، قبل أن تقوم برفع نتائج عملها إلى رئيس الجمهورية في اكتوبر 2016، وستصادق اللجنة قريبا على دفتر الاعباء الخاص بالمناقصة والتي تتضمن جميع العناصر التقنية الخاصة بعمليات التزيين والتوشيح والزخرفة وتلبيس الارضيات والجدران وكيفيات اختيار الخطاطين والحرفيين الذين ينفذون المشروع. كما أكد تبون بالمناسبة على ضرورة اختيار مكتب دراسات جزائري او دولي أثبت جدارته ميدانيا في هذا النوع من المشاريع الكبرى وذلك قبل الدخول الاجتماعي المقبل، مع التشديد على منح الأولوية للحرفيين الجزائريين، هذا ويتوقع ان يشرع في عمليات التوشيح والزخرفة في قاعة الصلاة بنهاية العام الجاري مباشرة بعد انتهاء الاشغال الكبرى للجامع، حسب الوزير الذي قال "إن الانجاز المادي يجري بوتيرة جيدة كما هو مخطط له"، وسيتم وضع القبعة الصغرى التي ستغطي قاعة الصلاة أواخر أوت الداخل، بينما سيتم استلام القبعة الكبرى في الميناء بعد تصنيعها في الصين في اكتوبر لتوضع في الاسابيع الموالية. من جهته أكد محمد عيسى، ان المضامين القرآنية والرسوم والأشكال التي تم اختيارها من طرف اللجنة ستمنح للجامع روحه وهويته المستمدة من الانتماء الحضاري للجزائر، وستكون رسالة من الجزائر للعالم ترسم من خلالها ملامح هويتها الثقافية بمختلف ابعادها، كما ستشكل واجهة فنية تحكي عن مختلف الحضارات المتعاقبة في البلاد، وأضاف قائلا "فضلا عن كونه معلما يرمز إلى الجزائر المستقلة، فإن جامع الجزائر سيكون صمام امان فكري بالنظر لما سيحويه من مؤسسات"، وفي هذا الاطار تم خلال الاجتماع إطلاق التفكير حول تحضير الطاقم الديني والعلمي الذي سيؤطر الجامع وكذا الطاقم الاداري الذي سيسير هياكله المتكاملة. للإشارة فإن جامع الجزائر الذي سينجز على أكثر من 27 هكتارا يتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع (م2) وباحة ومنارة بطول 267 م ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن، فضلا عن الحدائق والمرآب ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام، ويشرف على إنجاز المشروع الذي أطلق مطلع 2012 المؤسسة الصينية "سي.آي.آس.آو.سي".