ما يزال الباعة الفوضويون الذين وجدوا من المساحة الشاغرة بالسوق البلدي للأبيار، فضاء خصبا لعرض سلعهم بمختلف أنواعها، ينتظرون تجسيد وعد السلطات المحلية بتوفير أكبر قدر ممكن من الأسواق الجوارية والمغطاة، التي تساهم في تنظيم تجارتهم وتجنبهم عناء التجوال بطاولاتهم من مكان لآخر، إلى جانب تخليصهم من مطاردة رجال الأمن لهم الذين يعملون على شن حملاتهم التطهيرية من التجارة الموازية. أبدى التجار الفوضويون الذين يشغلون حاليا المساحة المتواجدة بالقرب من السوق المغطاة بالأبيار، والتي لا تبعد إلا أمتار عن مقر البلدية، تذمرهم واستياءهم من الظروف المزرية التي يزاولون بها تجارتهم، حيث أكدوا بأن الحالة المعيشية الضنكا وعدم توفر فرص العمل اضطرتهم إلى البيع بطريقة غير قانونية مستحوذين بذلك على كل شبر شاغر، ناهيك عن طردهم من الأماكن العمومية التي كانوا يشغلونها وسط أحياء المنطقة -يضيف محدثو السلام- الذين أعابوا على المسؤولين المحليين سياسة التجاهل واللامبالاة التي ينتهجونها ضدهم، حيث لم يوفروا لهم أماكن قارة لعرض سلعهم بطريقة منظمة وفي ظروف جيدة تساهم في النهوض بقطاع التجارة عوضا عن تراجعه وعدم استقراره. التجار الشرعيون يشكون تجاوزات الفوضويين من جهتهم استنكر تجار السوق المغطاة الشرعيون تواجد هؤلاء الباعة الذين وصفوهم بالدخلاء، على اعتبار أنهم زاحموهم في نشاطهم التجاري الذي أصبح يعرف شللا وتراجعا كبيرا، من شأنه أن يتسبب في تكبدهم خسائر مادية لا يحمد عقباها في حال كساد تجارتهم، خاصة وأن الباعة الفوضويين يعرضون سلعهم بأثمان رخيصة تتماشى والقدرة الشرائية للمواطنين، مبدين تخوفهم من إمكانية تفاقم الظاهرة وانتشار الباعة غير الشرعيين أكثر مما هو عليه في الوقت الحالي، مضيفين في سياق ذي صلة أنه وبالرغم من إدراك الجهات المعنية لمدى خطورة عرض السلع بطريقة عشوائية وتركها عرضة لأشعة الشمس صيفا والأمطار شتاء على صحة المستهلك، إلا أنها لم تنتهج سياسة رشيدة تخرجها من دوامة الفوضى والتجارة غير الشرعية. هذا إلى جانب غياب الرقابة وعجز السلطات المحلية على احتواء الظاهرة والحد من التجارة الموازية التي ترهق اقتصاد البلاد وتجعله يتراجع عوضا عن التقدم. كما عبروا عن ذلك بقولهم أن حالة الفوضى التي أصبحت تطبع البلدية والتي حولتها منذ فترة طويلة إلى مسرح للتجارة الموازية، وعلى مرأى من السلطات المحلية كون السوق البلدية لا تبعد كثيرا عن مقر البلدية، تسبب في تشويه المنظر العام لها وجعلها تفقد بريقها واسمها المعهود، فهي المنطقة التي تحولت من الرقي إلى التخلف. إنجاز أسواق جوارية مطلب لا مفر منه تبعا للمعاناة التي يعايشها كل من التجار الفوضويين والشرعيين فإنهم يطالبون من كافة الجهات الوصية على قطاع التجارة التدخل في أقرب الآجال للوقوف على حجم الكارثة المتربصة باقتصاد البلاد، وذلك بإطلاق مشاريع إنجاز أسواق جوارية ومغطاة تكون المرفق الأنسب لممارسة تجارتهم في ظروف جيدة ووفقا للاطر القانونية.