تم صبيحة أمس تحت خيمة سيدي نايل المشيدة في ساحة مسجد أبو بكر الصديق فوق أرضية قرية طهيري المعروفة بالبويقلة ببلدية قطارة وبرعاية والي الجلفة أبو بكر الصديق بوستة, إقامة مصالحة بين سكان بلدية قطارة والمجلس الشعبي البلدي, وهذا بعد أزيد من 8 أشهر من الاعتصام المتواصل والانسداد في تسيير شؤون البلدية وغلق مقرها, بالموازاة مع نصب 3 خيم أمام كل من مقر البلدية واثنتين في كل من مخرج مدينة قطارة ومدخل قرية البويقلة. ورغم التدخلات الكثيرة من قبل مشايخ العروش والأعيان وحتى المسؤولين الولائيين المنتخبين منهم والإداريين, قد باءت بالفشل الذريع أمام تعنت المواقف وتضارب الأفكار والآراء وحتى الاستحالة في تلبية المطالب, حيث كان آنذاك مطلبهم الوحيد هو رحيل المجلس بكافة أعضائه لاسيما رئيسه الذي يوجد على رأس البلدية من 21 سنة خلت, مضيفين بأن محاسبتهم مطلب لا رجعة فيه وفتح تحقيقات لكشف النقاط عن المخفي والمستور في التسيير. وقد واكبت تلك الاعتصامات بموجة من الاحتجاجات أدت غلق الطريق الوطني الرابط بين مسعد وتڤرت على مستوى هذه البلدية رغم تدخلات مصالح الأمن التي باءت بالفشل الذريع, باستثناء فتح الطريق أمام حركة المرور خاصة أمام إصرار الشباب, حيث تم آنذاك تكسير سيارة للبلدية وسيارة خاصة لنائب المير ولم تثمر المساعي والمجهودات المبذولة من قبل أعيان البلدية وحتى الزوايا المتواجدة بالولاية في تهدئة الوضع, لكن تلك المساعي لم ييأس أصحابها من أعيان ومسؤولين إداريين لاسيما والي الولاية ورئيس الدائرة الذي نجح في آخر خطوة بإقامة المصالحة وإنهاء حالة التوتر والانسداد, حيث كانت نتيجتها نهار أمس عندما أقدم المئات من المواطنين من مختلف الأعمار شباب, رجال وشيوخ إلى عين المكان وأمام مسجد أبو بكر الصديق الذي دشن بالمناسبة, وتحت خيمة سيدي نايل تمت المصالحة الكلية برعاية المسؤولون المعنيون من بينهم والي الولاية, رئيس المجلس الشعبي الولائي, رئيس الدائرة وقائدا مجموعة الدرك الوطني والقطاع العملياتي للإقليم, إلى جانب أصحاب المبادرة من مشايخ وأعيان المنطقة وشباب البلدية الممثلين عن السكان, حيث ألقيت كلمة تطرق فيها منسق المبادرة إلى رفع حالة الاعتصام والاستجابة لمطالب والي الولاية باعتباره المسؤول الأول عن الولاية بعدها طرحت عدة انشغالات التي تهم المعيشة اليومية لسكان البلدية التي كانت من بين الدوافع التي أدت إلى تكهرب الوضع من بينها غياب المرافق الاجتماعية منها والثقافية والبطء في إنجاز المشاريع التنموية التي حظيت بها البلدية خلال السنوات الماضية, ولم تنجز حتى الآن كشبكات التطهير وخزانات المياه الشروب وشق الطرق وحفر الآبار, حيث ألحوا في لائحة الانشغالات التي تحصلت السلام عليها على إنجاز آبار عميقة قصد استعمالها للأغراض الفلاحية وخلق مناصب شغل وإنجاز مركز صحي بمنطقة البويقلة مجهز بكافة الوسائل والمعدات اللازمة, وبرمجت مشاريع تنموية تتبنى الانشغالات الأساسية لتحسين معيشة المواطن كتهيئة الأرصفة والممرات وتنظيف المحيط وتزويد الأحياء بالإنارة العمومية والغاز الطبيعي وخلق فرص للاستثمار الفلاحي وتزويد البلدية بقارورات الغاز البوتان كل أسبوع, هذا من جهة ومن جهة أخرى أعرب والي الولاية عن التزامه الكامل أمام الجميع في وضعية جلوس بسيطة مع الجميع بأنه الكفيل الوحيد والشخصي للإشراف على حل معضلة بلدية قطارة التي لاتشبه كل المعاضل, وهذا بإشراك المواطنين في وضع خطة استراتيجية تنمية البلدية وإدراجهم رسميا في كافة المشاورات التي تهم بلديتهم بمحاضر رسمية مع المسؤولين المعنيين, وأن كافة الأبواب مفتوحة أمامهم وأن كل إقصاء للمبادرة التي يقوم بها السكان يعرض المسؤولين المعنيين إلى المتابعات الردعية, داعيا السكان إلى وضع الثقة الكاملة في ممثليهم, مؤكدا بأن مصالحه سوف تعمل بدون هوادة من أجل تجسيد كافة البرامج التنموية التي سوف تصب في إقليم هذه البلدية, بالموازاة مع فتح ثانوية بصفة مؤقتة وتعزيز قدرات الإنجاز في تعميم التهيئة العمرانية والتحسين الحضري وزيادة في حصة السكنات الريفية مع برمجة بعض الآبار العميقة ودراسة الإمكانات والموارد اللازمة لفتح الفضاء السياحي للحمام المعدني, وإعطاء الفرص للاستثمار في مختلف المجالات الفلاحية منها والتجارية, كتوسيع بساتين النخيل وحفر الآبار العميقة لسقيها والشرب منها ومحطة للخدمات, وتوزيع الوقود وغاز البوتان إلى جانب تعميم الغاز الطبيعي والإنارة العمومية عبر أحياء كل من قطارة, وتجمع قرية البويقلة فضلا عن الكهرباء الريفية منها والفلاحية خاتما تدخله بأنه حان الوقت لرص الصفوف ووضع اليد في اليد لإخراج هذه البلدية من دائرة التخلف.