أدانت مساء أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس، المتهمة زوجة أمير المنطقة الثانية ببولاية بومرداس عبد الحميد سعداوي، المكنى يحيى أبو الهيثم، والمسماة “ربيعة.غ”، ابنة قرية عين لحمرة ببرج منايل البالغة من العمر 30 سنة، التي ظلت مطلوبة لدى الأمن لأكثر من 14 سنة أي منذ سنة 1997، عندما شاع خبر التحاقها بمعاقل الجماعات الإرهابية المسلحة التي كان ينشط بها زوجها ووالدها، إلى أن قررت تسليم نفسها والعودة إلى الحياة الطبيعية لتربية أبنائها الثلاثة، خاصة بعدما اقتنعت بأن الطريق التي سلكها والدها وزوجها المقضي عليهما ليس لها مخرجا غير تسليم أنفسهما. تفاصيل قصة “ربيعة” التي روتها خلال جلسة محاكمتها والهدوء والخجل باديان على وجهها، بدأت عندما رمت بها الظروف الصعبة في أحضان الجماعة الإرهابية منذ سنة 1997، حيث لم يكن سنها آنذاك يتجاوز 16 من العمر، عندما أجبرها والدها الذي كان منخرطا في صفوف الجماعات المسلحة آنذاك، والذي وصفته بالمتسلط على الزواج من جارهم الإرهابي المدعو “س عبد الحميد “، حيث تم الزواج بدون عقد، أين مكثت المتهمة بمنزل عائلتها لمدة سنة أين كان زوجها يزورها فيه، إلى أن قام هذا الأخير وتنفيذا لشرط والدها بأخذها بعيدا من قرية عين لحمرة، فاستأجر لها شقة بالأبيار بالعاصمة، لتضع وقتها ابنها البكر عبد الرحمن بمستشفى بني مسوس، والذي تم تسجيله باسم أبوين غير حقيقيين، بعدما زور زوجها دفتر عائلي مطابق لدفتر شقيقة المتهمة المسماة “غ.س” وزوجها “ن. أحمد” الذي لا زال ينشط بدوره ضمن الجماعات الإرهابية. أثناء مكوثها بمفردها ورضيعها بالأبيار أكدت ربيعة لهيئة المحكمة أنها كانت منعزلة عن العالم، بحكم أنها لم تكن تملك لا تلفاز ولا تطالع الجرائد، وكان زوجها يحيى أبو الهيثم الذي يزورها من فترة لأخرى في وضح النهار يترك لها المصروف، حيث كان متفقا مع شاب يدعى محمد يعمل لصالحهم على السهر على تلبية مطالب المتهمة وابنها، بعد 4 سنوات تنقلت ربيعة أو أسماء مثلما أصبح يطلق عليها زوجها من الأبيار إلى عين وسارة بولاية الجلفة التي أقامت بها لمدة 7 سنوات، وهناك كان شخص يدعى بوعلام هو من يقوم برعايتها وأبنائها الثلاثة، فيما كان زوجها إلى غاية نهاية 2007 عندما اتصل بها الإرهابي”ب. أحمد” المكنى عمي سليمان الذي قضي عليه سنة 2009 ليخبرها بأن مصالح الأمن قد تمكنت من القضاء على زوجها، عندها تكفل الإرهابي “د. فضيل” الذي كان رفقة زوجها لحظة الإطاحة به بنقلها وأبنائها الثلاثة إلى بجاية للإقامة بمنزل شقيقه رشيد، هذا الأخير كان قد أخبر زوجته بأن المتهمة اسمها ليلى وهي ابنة خالته وتعاني من مشاكل زوجية، إلى أن سئمت زوجته من مكوثها عندهم لمدة 3 أشهر وطلبت منها الرحيل، لتعود ربيعة إلى عين وسارة عندها كانت تملك مذياعا وأصبحت تطلع على الأخبار، فقررت العودة إلى منزل عائلتها في مارس 2011، لتسليم نفسها إلى مصالح أمن بومردا، وبعد متابعتها بجناية الإنخراط في جماعة إرهابية مسلحة التي التمست لها النيابة على إثرها 20 سنة سجنا.