لا زال سكان حي أولاد منديل، الواقع على مستوى بلدية الدويرة غرب العاصمة، يعانون من الانعدام شبه الكلي لضروريات الحياة اليومية، حيث بات العيش في هذه المنطقة النائية من المستحيلات، سيما وأنها تفتقر لأدنى المرافق الضرورية. بمجرد الوصول إلى هذه المنطقة والدخول إليها، يمكن ملاحظة جملة من النقائص التي لا يمكن حصرها أو عدها، حيث طرح قاطنو الحي ل"السياسي" عدة مشاكل حوّلت حياتهم إلى جحيم ومعاناة حقيقية في ظل غياب أدنى المتطلبات، ابتداء من تدهور حالة الطرقات الرئيسية منها والثانوية، التي أغلبها لازالت ترابية بدون تعبيد والانعدام الكلي للأرصفة بكامل الحي، حيث تتحول في هذا الفصل الممطر إلى مستنقعات وأوحال يصعب اجتيازها، معرقلة سير المواطنين خاصة التلاميذ المتجهين لمزاولة دراستهم الذين يعملون على اجتنابها لكن بدون جدوى. كما أشار السكان ل"السياسي" إلى مشكلة التسربات الكبيرة للمياه الصالحة للشرب، مؤكدين أن شبكة المياه محطمة كلية، وأن معظم كميات المياه تتسرب فوق طرقات الحي، فعلى الرغم من أن البلدية قامت بإعادة تصليح وتغيير أنابيب المياه، إلا أن أعمال "البريكولاج" التي قاموا بها -حسب السكان- لم تجد نفعا ولا تزال المشكلة قائمة، حيث أكد الكثيرون أنهم يفضّلون شراء المياه المعدنية التي أنهكت جيوبهم على أن يتعرضوا للأمراض التي باتت تنتشر كالطفيليات كأمراض الحصى الكلوي وغيرها من الأمراض الأخرى، كما طالب المواطنون بتجديد شبكة الصرف الصحي التي غالبا ما تكون مسدودة ولا تقوم بصرف المياه القذرة. غياب النقل المدرسي يؤرق التلاميذ وأوليائهم يقطع تلاميذ حي أولاد منديل مسافات طويلة من أجل مزاولة دراستهم، حيث يتوجهون باكرا كل يوم للالتحاق بمقاعد الدراسة مشيا على الأقدام، إذ تبعد المؤسسات التربوية عن حيهم بالعديد من الكيلومترات، وفي هذا السياق، أشار العديد من المواطنين إلى أن أبناءهم لا يذهبون للدراسة معظم أيام الشتاء بسبب صعوبة التنقل، حيث اشتكى أولياء التلاميذ من الاكتظاظ الشديد في الأقسام على مستوى المتوسطة الوحيدة بالمنطقة، ما يؤدي إلى عدم استيعابهم للدروس مما يؤثر بشدة على المستوى والتحصيل التعليمي للتلاميذ، فتم تقسيمهم بين المتوسطة والابتدائية من أجل تخفيف الضغط على الأقسام، حيث طالب سكان الحي بضرورة إنشاء ابتدائية ومتوسطة من أجل مزاولة أبنائهم للدراسة في ظروف أحسن، والتخفيف عن التلاميذ الصغار، أو توفير النقل المدرسي من أجل الانتقال من حي أولاد منديل إلى الدويرة وتسهيل العملية التعليمية، وما زاد استياء القاطنين بالحي هو الانعدام الكلي لشبكة خطوط الهاتف الثابت، ما يولد بالضرورة عدم وجود شبكة الأنترنت والفاكس الذي يسهل على الطلبة والموظفين أعمالهم اليومية. انعدام كلي للمرافق الرياضية والمساحات الخضراء أكد المواطنون على الانعدام الكلي للمرافق الترفيهية، كالقاعات والملاعب الرياضية وحتى المراكز التثقيفية التي تفيد الشباب، من خلال ممارستهم للرياضة والنشاطات ومحاولة إبعادهم عن الآفات الاجتماعية التي تتزايد في ظل كثرة الفراغ الذي يعاني منه الشباب البطال في هذا الحي النائي، بالإضافة إلى الانعدام الكلي للمساحات الخضراء، التي تزيد من جمال الحي وتعد مكانا مناسبا لقضاء المسنين والأطفال يومياتهم، الذين ملوا من المكوث في البيت، حيث أنهم حرموا من تلك الجلسات التي ترفه عنهم وتحولوا إلى مساجين داخل بيوتهم عبر مختلف الفصول. وأمام هذه العراقيل التي تقف في وجه سكان حي أولاد منديل، فإن السلطات المحلية باتت مطالبة بالتدخل سريعا لوضع حد نهائي لهذه المعاناة، والوقوف على المأساة التي يعيشونها، وعليه، يناشد سكان الحي السلطات المعنية من اجل برمجة مشاريع تنموية تعمل على تسهيل الحياة بهذه المنطقة النائية.