شهدت نهاية الأسبوع، بلدية لمصارة بأعالي جبال الأوراس بخنشلة، مراسيم احتفائية بالذكري ال56 لاستشهاد البطل قائد الولاية الأولى علي سوايعي رفقة 90 شهيدا في معركة دامت 3 أيام كاملة، استعمل فيها العدو الفرنسي كل أنواع الأسلحة والطائرات التي لا تزال بعض الأجزاء منها متواجدة بالمركب الذي أطلق عليه اسم الشهيد ليبقى ذكرى خالدة لكل الأجيال. وللاستذكار والترحم قامت السلطات المحلية يتقدمهم بكوش حمو والي الولاية، رفقة ممثلين على الأسرة الثورية وبعض من رفقاء الشهيد ممّن يزالون على قيد الحياة وحضروا المعركة الشهيرة، بالوقوف أمام النصب التذكاري لقراءة الفاتحة ورفع العلم الوطني، ليتوجه بعدها الجميع إلى مكان استشهاد البطل علي سوايعي والمركب الذي يحتضن بجدرانه صور شهداء تلك المعركة وبعض أجزاء الصواريخ والطائرة الصفراء التي تم إسقاطها والأسلحة المستعملة من قبل الشهداء والمجاهدين في المعركة، أين يروي أحد المجاهدين والدموع تسيل على خديه أن البطل الشهيد علي سوايعي كان بالفعل القائد المغوار والشجاع، حيث استمرت – حسبه - المعركة منذ الساعات الأولى من يوم 9 فيفري 1961، استعمل فيها العدو الطائرات والصواريخ وكل أنواع الأسلحة وأكثر من ألف عسكري. وأضاف المتحدث أن الشهيد علي سوايعي كان متحصنا وراء حجر ضخم ويستعمل رشاشا وقام بتوزيع المجاهدين عبر كل المناطق المحصنة.. ما صعّب على العدو الوصول إليهم أو اختراقهم.. ليطلب بعدها قادة الاستعمار النجدة بالطائرات التي قنبلت المكان وأصيب القائد البطل علي سوايعي واستشهد رفقة 90 آخرين من رفقائه وانسحاب بقية المجاهدين في الظلام. وقتل حينها ما يقارب 500 جندي فرنسي وقام المستعمر في اليوم الموالي بإحصاء موتاه ونقلهم بالطائرات. كما قام سكان المنطقة – حسب رفقاء الشهيد الذين ما يزالون على قيد الحياة - في اليوم الثالث من المعركة؛ أي 11 من شهر فيفري بدفن الشهداء، ليعلن قادة الاستعمار بعد هاته المعركة أنه لا يمكن البقاء بالجزائر. وكشفت يومية لومند في ذلك التاريخ، أن الجيش الفرنسي خسر 257 جندي في معركة الأوراس. البطل الشهيد على سوايعي، من مواليد 1932 بلعوينات ولاية تبسة، انخرط في حزب الشعب سنة 43 والتحق بالثورة سنة 55 بأقصي الحدود الشرقية، وكُلّف بالتموين والتسليح وأيضا بتنظيم أفراد الجيش، وكُلّف بعدة مسؤوليات، آخرها قائدا للولاية الأولى خنشلة التي لا تزال تكشف عن رفاة للشهداء، آخرها رفاة 25 شهيدا استُخرجوا من مغارة جمري من طرف الفرقة المختصة للحماية المدنية. وكشف والي الولاية أن الرفاة سيتم إعادة دفنها بمقبرة الشهداء بمقر عاصمة الولاية، في يوم الشهيد؛ أين تحتضن ولاية خنشلة الاحتفالات الوطنية لهاته المناسبة التي تبقى للاستذكار والترحم على الشهداء الأبرار .