أثار فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالانتخابات البرلمانية في المغرب وقيادته للحكومة القادمة، مخاوف إسرائيلية من تقلص حجم النفوذ الصهيوني في الرباط، وذكرت وسائل إعلام محلية أن السفير الأمريكي يقوم بمساعٍ لدى قيادة الحزب لثنيها على ضرب مصالح تل أبيب ولو أن مصادر أخرى تؤكد أن الإخوان لن يجرؤوا على المساس بهذا الملف الذي يبقى يحتكره المخزن شأنه شأن قضية الصحراء الغربية. وأعلنت وسائل إعلام مغربية أن إسرائيل تخشى بشكل كبير من تراجع مستوى علاقاتها مع المغرب بعد الانتخابات الأخيرة التي انتهت بفوز العدالة والتنمية. وحسب بعض وسائل الإعلام المغربية، التي تناقلت الخبر عن مصادر إسرائيلية في الرباط، فإن القيادة السياسية في إسرائيل متخوفة من أن تهدد نتائج الانتخابات العلاقات المتطورة والمتقدمة بين تل أبيب والعاصمة الرباط. ويشارك يهود المغرب إسرائيل مخاوفها من تراجع مكانتهم في ظل الحكومة الجديدة، التي سيعمل على تشكيلها الحزب الإسلامي الفائز في الانتخابات، حسب الدستور المغربي الجديد. ويعد المغرب من الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل لا ترقى إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي الكامل ولكن لها مكتب اتصال بالرباط كما يوجد نفوذ اقتصادي كبير لليهود بالمغرب إلى درجة أصبح يؤثر في القرارات السياسية للرباط، كما يوجد أحد الشخصيات اليهودية كمستشار للملك محمد السادس. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى مخاوف كبيرة من مستقبل الأوضاع في المغرب ومستقبل اليهود هناك، وخشيت مما إذا كان الملك المغربي سيتمكن من الاحتفاظ بسلطاته أم أنه سيتراجع دوره في المغرب. ومصدر هذه المخاوف هو أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الجديدة من أشد المساندين للقضية الفلسطينية حيث نظم سابقا مسيرات في عدة مناسبات للتنديد بسياسات إسرائيل. ويوحي هذا الوضع بأن حزب بن كيران سيجد صعوبة في التوفيق بين خطابه كحزب معارض والواقع الحالي للنفوذ الإسرائيلي في المغرب المحمي من قبل المخزن بشكل سيجعله في مواجهة مباشرة مع الملك محمد السادس مستقبلا. وسارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية لطمأنة حليفتها تل أبيب حول مستقبل نفوذها بالمملكة، حيث كشف مسؤول أمريكي أن تطورات مقبلة على صعيد الاتصالات بين الإسلاميين وواشنطن ستشكل عامل اطمئنان لإسرائيل. ويُذكر أن السفير الأمريكي في الرباط صامويل كابلان، قرر أن يكون أول دبلوماسي أجنبي يزور مقر حزب العدالة والتنمية لتهنئة زعيمه عبد الإله بن كيران بفوزه في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة. واعتُبرت زيارة المسؤول الأمريكي مؤشرًا مشجعًا في انفتاح الإدارة الأمريكية على الحزب الإسلامي المغربي، الذي يوصف بالاعتدال والواقعية والطموح.