إن ما يعانيه سكان حي قطع الواد، التابع إداريا لبلدية تمنراست هو الخطر بأم عينه، هذا الأخير الذي أواه الغرباء وتجمعت فيه بؤر الفساد بكل أنواعه يعتبر من أكبر التجمعات التي تأوي المجرمين واللصوص وأهل المخدرات .. ولنقل صورة واقعية عنه قامت يومية السلام بزيارة ميدانية لهذا الحي الذي يعرف ب"الشاطو"، أين كان أول إحساس انتابنا هو غياب السلطات العمومية، فشوارعه ضيقة ملتفة مع بعضها البعض تضم بيوتا صغيرة وأخرى طينية بالية، يستقبلك مروجو الدعارة بالتوجه إلى بيوتهم وترى تجمعات تباع فيها كل أنواع المخدرات على مرأى ومسمع من يراها، وإذا أردت التوغل في هذا الحي فابحث عن المقهى، فالغريب فيه أنه لا يمت بأي صلة للمقهى، فهو عبارة عن ساحة صغيرة تقدم لك المشروب ليس من الكحول، بل هو أخطر .. فلما سألنا عن صنعه بطريقة غير مباشرة عرفنا بأنه يصنع من الأقمشة البالية و"الخنبلوش" وعرق الجوارب ومواد عفنة يميزها أصحابها، ويطلق على هذا المشروب "القور قور" فرائحته عفنة شاربه يتوقف عن التفكير مباشرة وتنتابه الهلوسة والتفكير في السرقة والجرائم والسطو على أملاك الغير، وأثناء تجوالنا بين أزقة الحي الملتوية عرفنا بأن قاطني الحي هم الذين يستأجرون منازلهم للدعارة وبيع المخدرات، فهذا يعتبر وصمة عار على جبين سكان عاصمة الأهڤار فالعادات والتقاليد لهذه المنطقة تمنع بارتكاب مثل هذه الأشياء، فالواقفون عليه من أصول إفريقية (الصومال، غانا، اثيوبيا، وساحل العاج وهلم جر، وهو ما دفع بسكان هذه الناحية لمطالبة والي الولاية سعيد مزيان بضرورة التدخل العاجل أثناء لقائهم معه، فوعدهم بذلك فأملهم أن ينظف هذا الحي الذي أودي بالكثير من شبابه الأصليين إلى الهاوية وكثير من الأسر هدمت، فهل من مجيب يقول محمد صادق وهو أب لأربعة أولاد؟ تمنراست الحدودية..باب للهجرة الإفريقية غير الشرعية من جهة أخرى وفي موضوع ذي صلة فقد ظهرت في السنوات الأخيرة إحدى الظواهر التي مست القارة الإفريقية، حيث شملت في بادئ الأمر فئة الشباب لكن سرعان ما امتدت لباقي الفئات كالنساء والفتيات وحتى الأطفال والمعوقين، ويتعلق الأمر هنا بظاهرة الهجرة غير الشرعية أو ما بات يعرف بالهجرة السرية أو ما يعرف عند العامية ب"الحرڤة" التي هي عبارة عن المرور للبلدان المستقرة اقتصاديا وماليا واجتماعيا، وذلك بطرق غير قانونية عن طريق البر وهنا في تمنراست المكان الذي يعتبر ملاذا ومقرا للأفارقة النازحين عن طريق الهجرة السرية هو منطقتي عين قزام وتين زاوتين الحدوديتين بولاية تمنراست، مع مالي والنيجر والسنغال التي يستعملها ويعتمد عليها هؤلاء كجسر مهم للعبور والوصول إلى الحدود الجزائرية. عين ڤزام..معقل الأفارقة الآمن وقد كون الأفارقة مركزا لهم في هذه المدينة الحدودية عين قزام التي تبعد بحوالي 400 كلم عن مقر عاصمة الولاية تمنراست، وقد اختاروا هذا المكان لأنهم يشعرون فيه بالأمان لأن أهل المنطقة يشفقون عليهم ويمدونهم بالأكل والملابس، كما أن هناك من يوفر لهم العمل بالحقول بمبالغ تتراوح ما بين 4000 و5000 دينار ويعاملهم معاملة حسنة دون استغلالهم ويوفرون لهم الأفرشة للنوم، وقد لجأ هؤلاء الأفارقة إلى العيش بمدينة عين قزام على أمل الوصول إلى ولايات ورقلة وغرداية وأدرار بعد المرور على الحدود الجزائرية، لكنهم لا يريدون الإستقرار والمكوث بهذه الولايات لأن معاملتهم لهم هناك تكون قاسية جدا ومؤلمة شبيهة إلى حد كبير بالمعتقل، فهؤلاء الحالمين بالهجرة إلى أوروبا وصلوا فارين من بلدانهم التي تعرف حروبا أهلية وظروفا اجتماعية قاسية وانتشار الجوع والأوبئة والأمراض وفساد أنظمتها السياسية، إضافة إلى غياب فرص العيش الكريم عن طريق مناصب العمل المنعدمة وينتمي الأفارقة النازحون إلى جنسيات مختلفة كمالي والسينغال والنيجر، كوت ديفوار والكونغو ،غانا وزمبابوي. ..وبأكثر من 13 جنسية وحسب مصدر أمني عليم ليومية السلام فإن هؤلاء يمثلون أكثر من 13 جنسية والمتجول بشوارع مدينة تمنراست عموما وعين قزام على وجه الخصوص يلاحظ للوهلة الأولى الغزو المتدفق للمهاجرين الأفارقة. فلم يعد يقتصر الأمر على مكان أو آخر فتراهم في كل مكان وكأنهم أصبحوا أهل المدينة، لكن ورغم أنهم غرباء عن المنطقة ويقيمون بطريقة لا شرعية إلا أنهم عدائيون جدا وتصرفهم مزاجي وعنيفو مما يتوجب على الجزائريين بهذه المدينة أخذ كل الحيطة والحذر وعدم استفزازهم أو إلحاق الضرر بهم لأنهم يمشون جماعات جماعات تتكون من ثلاثة أشخاص فما فوق، وإذا ما تعرض أحدهم لمضايقات من شخص ما يجتمعون كلهم ويتحدون للثأر لصديقهم. يشكلون مصدرا للأمراض الفتاكة
كما صاروا يشكلون خطرا من نوع آخر يتمثل في حملهم لأوباء وفيروسات مرضية بإمكانها أن تنتقل وتسبب عدوى لأهل منطقة تمنراست والنواحي المجاورة لها، وذلك بسبب الوضعية التي يتواجدون عليها بحي قطع الواد مملكتهم الخاصة، حيث يختلطون فيما بينهم نساء ورجال بحكم أنهم نصبوا خيما من البلاستيك والكارتون والقش ويعيشون بنظام قبلي يحتكمون فيه إلى رئيس يفوضونه من طرفهم حتى يرعى شؤونهم ويفرض النظام فيما بينهم ،كما يوجد لمخيماتهم إمام وراهب يشرفان على الأمور الدينية للمهاجرين المسلمين والمسيحيين وأمور الزواج والمعتقدات، وقد شارك الأفارقة المقيمون بمدينة تمنراست في عمليات غير قانونية كالسرقة والتزوير والمتاجرة في الممنوعات وهي كثيرة وعديدة لا تحصى وفي هذا الشأن قامت مصالح الدرك الوطني بالتدخل لتحرير بعض القصّر من عصابات إفريقية.