دعا مشاركون في ملتقى دولي حول العمارة الصحراوية الذي انطلقت أشغاله نهاية الأسبوع بولاية إليزي إلى ضرورة وضع آليات للمحافظة على نمط العمارة الصحراوية لضمان استدامته. وأبرز متدخلون في هذا اللقاء الدولي بعنوان "العمارة في البيئة الصحراوية ... بين الأصالة والمعاصرة.. واقع..تحديات وآفاق" من مختصين في فن العمارة وأساتذة جامعيين من الجزائر ومن دول عربية أهمية المحافظة على هذا النمط من العمران القديم وترقيته باعتباره موروثا ثقافيا وحضاريا بما يضمن استدامته ومساهمته في التنمية. وضمن هذا التوجه حث الوالي المنتدب للمقاطعة الإدراية لجانت محمد بن قاموا على وضع خطة عمل وورقة طريق للخروج "بعمل ملموس" يجسد على أرض الواقع ويحدد شروط وآليات المحافظة على هذا النمط العمراني الأصيل الذي تعد منطقة الطاسيلي أزجر واحدة من المناطق التي تشتهر بهذا الموروث العمراني العريق. ومن جانبه ذكر المشرف على هذا الملتقى مراد مروك (جامعة سعد دحلب بالبليدة) أن هذا الحدث العلمي يرمز إلى جدية العمل على تثبيت ركائز حقيقية ترمي إلى تحقيق تطلعات المواطنين في التنمية المستدامة وذلك بالشراكة مع كافة الفاعلين في هذا المجال وذلك عن طريق تبادل الخبرات والمعارف من أجل الربط بين الحاضر والماضي. وأضاف أن تنظيم هذا الملتقى الدولي حول العمارة الصحراوية بولاية إيليزي يعد "ثمرة عمل جاد" على مدار خمس سنوات من البحث والدراسة عن طريق معاينات ميدانية للمنط العمراني الصحراوي بكل من مدينتي جانت وبرج الحواس. وفي مداخلة له بعنوان "عمارة صحراوية تقليدية لحياة عصرية مستدامة في الجنوب الغربي الأمريكي" تطرق هشام علي مرتضى (السعودية) إلى التعريف بالعمارة المستدامة في الجنوب الغربي لأمريكا وأهدافها والأسباب وشروط الاستدامة في هذه العمارة معرفا بأهم المواد المستعملة في هذا النوع من البناء على غرار الطين وحزم القش وبعض المواد التقليدية الأخرى. وذكر أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في انتشار هذا النوع من العمارة التقليدية في الوسط الأمريكي على غرار البيئة الجغرافية والمناخية وكذا العوامل الطبيعية المساعدة. ومن جانبها تطرقت نعيمة بنكاري من جامعة السلطان قابوس (سلطنة عمان) إلى محتوى دراستها الأكاديمية حول النمط المعماري بمنطقة وادي ميزاب (غرداية) وأهم الخصائص التي تميز هذا النمط بالمنطقة. وأكدت بالمناسبة على أهمية تظافر جهود الأكاديميين وفعاليات المجتمع المدني والسلطات المحلية من أجل وضع ورقة طريق تفتح المجال أمام المحافظة على هذا النمط العمراني. وعلى هامش هذا الملتقى الدولي عرضت مجسمات لمشاريع طلبة جامعة البليدة حول النمط العمراني القديم بمدينة جانت وكذا معرض لمواد البناء المحلية ومعرض آخر حول قصور مدينة جانت من تنظيم ديوان الحظيرة الثقافية التاسيلي ناجر ومعرض للصناعات التقليدية يبرز الزخم التراثي الذي تزخر به المنطقة. وتنظم بذات المناسبة ثلاث ورشات عمل في مجالات "التراث الصحراوي" وحول "عمران المدن الصحراوية" و"السكن الصحراوي" وذلك بمشاركة كل الفاعلين في هذا المجال من مديريات تنفيذية ذات الصلة وطلبة الهندسة والعمران بمختلف الجامعات. وينشط أشغال هذا الملتقى الذي يختتم اليوم ثلة من الأساتذة والمختصين من جامعات جزائرية ومن تونس ومصر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وفرنسا مثلما أشير إليه.