أجمع المشاركون في الطبعة الثامنة للندوة الدولية حول تكنولوجيات الخرسانة على ضرورة الاهتمام بتقنيات تصنيع الخرسانة التي تمثل أساس أي بناء لأنها ترتبط بحياة المعدات وتكيفها مع التغيرات الخارجية كمقاومة الحريق، والطقس والصدمة، والرطوبة لضمان بنايات أكثر استدامة ولما لا البقاء أكثر من 100 سنة. وحسب الخبراء المتدخلين أمس في الندوة المنظمة بفندق «ميركير» من طرف مجموعة (لافارج) تحت شعار «حلول ملموسة للبناء المستدام»، تعد المواضيع المتعلقة بمواد الخرسانة وتحسين أدائها وتطوير تطبيقاتها وتبسيط الشروط اللازمة لتنفيذه المنهجية الفعالة التي بإمكانها إعطاءنا نتيجة ملموسة وإيجابية . وركز أوجيت محمد نجيب أستاذ بجامعة «هواري بومدين» في مداخلته على المواصفات والأداء والإنتاج للخرسانة كون هذه العناصر تعد المعيار الذي يأخذ في الاعتبار تطور التقنيات الحديثة كالخصائص والآداء الحالي من المكونات الرئيسية للخرسانة، ومعرفة أدق لنشاطات البيئات المحيطة بها حتى تعطينا أكثر كفاءة وجودة وأضاف أوجيت المعيار الجديد يفرض قواعد صارمة لضمان استدامة الهياكل كونه يهتم بمتانة الخرسانة بالاعتماد على البيئة المحيطة بها والمرتبطة أساسا بتحديد هذه القواعد على كل بيئة الطبقة في صياغة ملموسة كتعادل الماء / الأسمنت أو الماء / والحد الأقصى بالإضافة إلى فرض الحد الأدنى من الإسمنت أو ما يعادلها. واعتبر أوجيت أن هذا المعيار ينطبق على الهيكل الخرساني « 16002 ءخ» الخرسانة للمباني وأعمال الهندسة المدنية وهي تحدد الشروط المكونة من الخرسانة، وخصائصها والتحقق من صحتها، والقيود المفروضة على تكوين الخرسانة، ومواصفات محددة، والتسليم وإجراءات الرقابة على الإنتاج، ومعايير الامتثال وتقييم المطابقة. وشدد المتحدث على ضرورة استحداث دورات تكوينية في مجال البناء سواء على مستوى المعاهد أو مراكز التكوين وكذا الجامعات لتخريج دفعات ذات تأهيل عالي بمستوى المعايير المعمول بها عالميا لتجاوز المعارف التقليدية المكتسبة وصقلها بالمعارف العلمية والتكنولوجية التي عرفت تطورا مذهلا في السنوات الأخيرة. وأوضح أوجيت أن الاهتمام بمعيار« 16002 ءخ» يعزز سلامة وموثوقية المنتجات الخرسانية بالإضافة إلى زيادة الرقابة وزيادة متوسط القوة ومتانة الهياكل، ويوفر الوضوح والشفافية على المقاومة وجميع المتطلبات التي تفرضها المعايير في مجال تصميم وتصنيع وضوابط تضمن الجودة والاتساق في تسليم المنتجات. من جهته تطرق داودي مدير مختبرات «سوتيم» إلى موضوع الإسمنت للعمل في بيئات قاسية باعتماد معيار 443 الذي يحدد عمل الإسمنت على البيئة التي فيها نسبة عالية من الكبريتات، لأنه يجب الأخذ في الاعتبار كل الضغوط الفيزيائية والكيميائية حتى تحصل الاستدامة وقدرة مادية للخرسانة بمرور الوقت في البيئة والاحتفاظ بخصائصها التي صممت من أجلها. من جانبه اعتبر زين الدين حبيب مدير التقنية على مستوى (لافارج) أنه لا بد من الابتكار لوضع حلول مستدامة وفعالة وملموسة تواكب التقدم الاقتصادي والبشري لا سيما في الجزائر، ومثل هذا الملتقى الذي يجمع المتخصصين في قطاع البناء يشكل حدثا تكنولوجيا وعلميا لتبادل الأفكار وتمكين المهنيين من إثراء معارفهم خاصة الوطنيين للاطلاع على الأفكار الجديدة واكتشاف نتائج الدراسات والأبحاث الأخيرة في مجال ديناميكيةالمواد والهياكل. وأوضح زين الدين أن الجزائر عرفت تطورا كبيرا في مجال قطاع البناء في إطار مخطط التنمية الذي تشهده مشددا على ضرورة إرساء قواعد علمية في مجال صناعة الخرسانة التي تأخذ بعين الاعتبار الحيثيات المشاكل البيئية ومتطلبات التطور الخالي من كل الشوائب وتدعيم كل ما يتعلق بجودتها ونوعيتها، وذلك باحترام المعايير والمقاييس المعمول بها في هذا المجال. سعاد بوعبوش