انتهت أشغال الملتقى الوطني حول المحافظة وتثمين شجرة الارقان بتندوف المنظم من طرف كل من وزارة تهيئة الاقليم والبيئة ، ومؤسسة صحاري العالم وولاية تندوف ، وبمشاركة مكثفة للخبراء والباحثين من مختلف جامعات الوطن ، اضافة الى هيئات أخرى كمحافظة الغابات ، والفلاحة وغيرها بتأكيد الوزير على أن الارض والبشرية تواجهان مشكلتان رئيسيتان هما التغيرات المناخية من جهة وتدهور التنوع البيولوجي ، اللتان تؤثران على الغابة ، معتبرا أن الملاحظات الاخيرة خلال العشريات السابقة ، والتي أثبتتها منظمة الاممالمتحدة للتغذية والزراعة قد أظهرت أن الغابات لاتغطي سوى حوالي 31 بالمائة من اليابسة وبخصوص تندوف فقد اعتبر أن المنطقة تمتاز بالهشاشة وتتطلب في ذات الوقت رعاية خاصة من طرف ابنائها وأدارتها ودولتها ، ولأجل تطوير المنطقة أوجد الوزير 07 ورشات ، الأاولى ، الاستدامة ، وتتعلق بديمومة الموارد ، وهي هشة بالمنطقة اضافة الى شح الموارد المائية ، وهي مهددة بمخاطر التصحر ، مع احتمال ما يسمى بالاحتباس الحراري الذي يعطي تفاقم أكثر لتلك الرهانات ، وهنا أكد الوزير على ضرورة الحفاظ على استدامة الموارد الفلاحية وكل ما يدور في فلك حلقة الموارد المستدامة ، وبخصوص ورشة النقل ، ونظرا لبعد المنطقة عن الحواضر الكبرى ، والولايات ، أضاف الوزير الى ضرورة دعم الهياكل القاعدية اللازمة لتقوية الفلاحة ، واعطاء بعد حقيقي لتثمين وتوسيع رقعة الطاقة الشمسية بهذه الولاية ، وبخصوص المجمعات العمرانية ، فأشار الوزير الى أن تندوف تستقطب كل الساكنة على حساب المجمعات الاخرى ، ودعا الى ضرورة العمل على تمدين ذكي وبناء نظام حضري حديث واستراتيجي ، وكانت ورشة الفلاحة التي أبرزها الوزير هي عصب أي تنمية ، حيث المساحة القليلة مقارنة مع الطلبات المتصاعدة والنمو الديمغرافي المتزايد ، هذا الامر يتطلب اعطاء الاهمية القصوى للفلاحة للتقرب في التدرج لتلبية الحاجيات الغذائية الضرورية ، ومن جهة أخرى أكد أن توسيع رقعة الصناعة مرتبط بالموارد المنجمية الموجودة بالمنطقة كغار جبيلات ، والمخزون ثري والمؤهلات ثرية ، وبإمكان هذا المخزون الجيولوجي يقول الوزير تثمين صناعة متناسقة ومتكاملة ، والتقليل من تداعيات البطالة وفصل تبعية الولاية لباقي ولايات الوطن ، والعمل على ربطها بالولايات المجاورة ، وهذا رهان أساسي ، كما أعترف بقابلية أهل تندوف وتأهيلهم ، ودعا الى تثمين الموارد البشرية الاساسية ، معتبرا في ذات الوقت أن لا بقاء للكيانات الصغيرة ، وأكد ضرورة التكامل مع الولايات المجاورة لتأهيل هذه المنطقة ، وانشاء المجمعات ما فوق الولايات . ومن أبرز ما تم اقراره خلال هذا الملتقى ، هو تحضير ملتقى دولي حول شجرة الارقان ، بمشاركة كل من له دراية وصلة علمية بهذا الموضوع ، مع افرار العاشر أبريل من كل سنة يوم للأرقان ، اضافة الى تجنيد شبكة من الباحثين الجزائريين والاجانب وتشكيل شبكة قارة ومستدامة ، كما شجع على انشاء مشتلة الاركان ، تتولى الوزارة تمويلها ، تتربع على أكبر مساحة ممكنة ، مع ادراج المواطن في قلب المحمية ، جعله المحور الرئيسي لأي تهيئة أو تنمية ، كما صرح الوزير بأننا نريد محمية بالمواطنين وليست ضد المواطنين مشيرا الى محمية شجرة الاركان ، وذلك للحفاظ على الذاكرة الصحراوية والجزائرية والمغاربية . ومن أبرز التوصيات التي توجت أشغال ملتقى الاركان بولاية تندوف ، نذكر تصنيف النظام البيئي لشجرة الاركان الى مجال محمي ، وتطوير محور أبحاث في مجال البيئة وبخصوص الثروة النباتية والهدر وجيولوجية ، مع انشاء نظام معلوماتي جغرافي ، وانشاء محطة ارصاد جوية في المحمية الموجودة بمنطقة طويرف بوعام ، كما أوصى المشاركون بإدراج شجرة الارقان في مدونة الصندوق الوطني للتنمية والاستثمار الفلاحي ، ودعم المشاتل في اطار الصندوق الوطني للتنمية الريفية والفلاحية . ان تثمين شجرة الارقان مرتبط بالحفاظ على النظام البيئي ، فأي توجه للاستغلال الصناعي لمشتقات شجرة الارطان يعرضها الى الزوال كما تعرف شجرة الارقان تدهورا كبيرا من حيث المساحة ، ومن حيث الكثافة ، وعليه يجب التعجيل بتدابير حمايتها وتثمينها وتصنيفها الى مجال محمي في اطار القانون رقم 11/02 المؤرخ في 17 فبراير 2011 المتعلق بالمجالات المحمية في اطار التنمية المستدامة .