يتساءل تجار السوق اليومي لبلدية الرغاية عن مصير الوعود التي أطلقها المجلس الشعبي البلدي مؤخرا بخصوص تهيئة المرفق الذي يعاني عدة نقائص أثرت على النشاط اليومي للتجار والزبائن الذين يقصدونه يوميا من أجل اقتناء مستلزماتهم، حيث يجدون صعوبة في الدخول إليه رغم أسعاره المعقولة مقارنة بالأسواق المجاورة، مطالبين السلطات بالتعجيل في تجسيد وعودها كون الوضع بالمرفق الذي يشهد حركة كبيرة يوميا يزداد تعقيدا من يوم لآخر. "الوضع في تدهور" هو ما أجمع عليه تجار السوق اليومي الذين أكدوا أنهم سئموا من الوضع المزري الذي يشهده السوق الوحيد بالمنطقة والذي يتربع على مساحة كبيرة ويضمن مداخيل لا بأس بها للبلدية إلا أنه ظل لسنوات مهمشا من قبل المجالس المتعاقبة على تسيير البلدية التي لم تستجب لنداء الزبائن والتجار في مناسبات عديدة. وأضاف التجار أن الوضع بالسوق اليومي لا يختلف كثيرا عن الوضع بالأسواق الفوضوية، حيث لا أثر للتهيئة ولا المرافق الضرورية من دورات المياه وغيرها وحتى الإنارة ضعيفة بالسوق مما يمنع التجار من ممارسة نشاطهم بعد السادسة مساء في فصل الشتاء. تجار يتساءلون عن مصير مستحقات الكراء ما زاد من غضب التجار المزاولون نشاطهم بالسوق اليومي هو أنهم يدفعون مستحقات الكراء شهريا لفائدة البلدية، بالمقابل يعاني المرفق تهميش السلطات، حيث لم يستفد من التهيئة، حيث تطرق التجار إلى وضعية المحلات وكيفية ممارسة نشاطهم بطاولات تم تغطيتها ب "الترنيت" مما يجعلها مشوهة فضلا عن تسرب مياه الأمطار عبر الثقوب المتواجدة على مستواها، وهو الأمر الذي اشتكى منه أصحاب الطاولات بالسوق اليومي مرات عديدة، واصفين الظروف التي يزاولون فيها نشاطهم بالمزرية. وحتى أصحاب المحلات التجارية بالسوق اشتكوا من الوضعية المزرية التي يزاولون فيها نشاطهم، حيث تتسرب مياه الأمطار من كل جهة بسبب هشاشة الأسقف وكذا الجدران، مشبهين محلاتهم بالبيوت القصديرية. التجار يصفون الأشغال بالسوق ب "الترقيعية" وصف تجار السوق اليومي أشغال التهيئة التي تقوم بها من وقت لآخر السلطات المحلية بالترقيعية، مشيرين إلى أنها لا تكلف كثيرا، وحسبهم السلطات تقوم بهذه الأشغال لإسكاتهم، كونهم طالبوا مرات عديدة بأشغال التهيئة مهددين بتوقيف دفع مستحقات الكراء. والمتجول بالسوق اليومي خلال الأيام الممطرة يجد صعوبة في التنقل بين طاولاته ومحلاته بسبب وضعية الأرضيات التي تتحول إلى برك مائية منتشرة في كل زوايا السوق، متسببة في عرقلة حركة سير الزبائن الذين عبروا في حديثهم للجريدة عن استيائهم الكبير للحالة التي آل إليها المرفق. واستغرب التجار من إهمال السوق اليومي رغم الحركية الكبيرة التي يعرفها طوال أيام الأسبوع، مما يجعله يوفر مداخيل كبيرة للبلدية ورغم هذا يعاني الإهمال. وقال التجار إن الوضعية تصبح أقل تعقيدا في فصل الصيف، رغم تطاير الغبار، حيث يمارس التجار نشاطهم براحة أكثر مقارنة بفصل الشتاء. النفايات تحاصر السوق من كل جهة رغم وجود حاويات لجمع النفايات وبقايا السلع، إلا أن السوق اليومي يغرق في القمامة التي تحاصر المكان من كل جهة، ويزيد من تعفن الوضع به امتزاجها بمياه الأمطار خلال فصل الشتاء مشكلة منظرا مقززا يثير استياء زبائن السوق الذين يترددون عليه يوميا من أجل اقتناء مستلزماتهم. واتهم التجار السلطات المحلية بالتقصير في رفع النفايات، حيث تتأخر شاحنات جمع القمامة في رفعها رغم وقوعه بوسط المدينة، مما أدى إلى تراكمها وزاد من تفاقم الوضع انتشار القطط بالمكان متسببة في إزعاج الزبائن. وقال التجار إن البعض منهم يلجأ إلى التخلص من علب الكارتون وبقايا السلع كل مساء بحرقها في ظل تأخر رفعها من قبل رجال النظافة، مشيرين إلى أن الوضع يزداد تعقيدا في فصل الصيف، رافعين مطلب توفير عدد كاف من حاويات جمع القمامة والتكثيف من مرور شاحنات جمع القمامة من المكان على الأقل مرتين في اليوم. هذا واشتكى التجار من الكوابل الكهربائية التي تم وضعها بطريقة عشوائية، مما أدى إلى حدوث شرارات كهربائية مرات عديدة كان آخرها منذ سنة ونصف، حيث أدت شرارة كهربائية إلى حدوث حريق في محل تجاري بالسوق، نتج عنه تكبد صاحب المحل خسائر مادية معتبرة، فضلا عن وجود الأعمدة على ارتفاع منخفض مما قد يشكل خطرا على التجار والزبائن. السوق يستقطب آلاف الزبائن من بلديات عديدة رغم النقائص المسجلة بالسوق اليومي لرغاية، إلا أنه يعرف إقبالا كبيرا للزبائن الذين يقصدونه من خارج البلدية لقضاء كل مستلزماتهم من خضر وفواكه ولحوم بأنواعها ومواد غذائية بالنظر لأسعاره المعقولة مقارنة بالأسواق المجاورة مثلما هو الحال بسوق الرويبة الذي يشتهر تجاره بعرض سلع بأسعار جد مرتفعة ما جعل سكان المنطقة يتنقلون إلى سوق الرغاية لاقتناء متطلباتهم، حيث يستقبل السوق يوميا زبائن من بلديات تابعة لولايتي العاصمة وبومرداس، على غرار بلديات أولاد هداج وأولاد موسى اللتان تفتقدان لسوق يومي يلبي احتياجاتهم، مؤكدين أن مداخيل السوق التي تعود للبلدية من شأنها المساهمة في تهيئة المرفق وجعله يليق ببلدية مثل الرغاية التي تشهد حركة كبيرة طيلة أيام الأسبوع، مشيرين إلى أنهم تلقوا وعودا كثيرة بخصوص التهيئة لكن كلها لم تجسد على أرض الواقع سوى بعض الأشغال الترقيعية التي تظهر عيوبها بمجرد مرور أسابيع.