عبر العديد من تجار سوق الرغاية الواقع بمحاذاة محطة القطار، عن تذمرهم واستيائهم الشديد من الحالة المزرية التي آل إليها السوق، لما يعرفه من حالة متقدمة من التدهور في الأسقف والأرضية، ملحين على المسؤولين ضرورة التدخل العاجل لتهيئته خاصة وأننا في فصل الشتاء، فضلا عن تنظيم حملة تنظيف واسعة قبل أن يتحول إلى شبه مفرغة حقيقية للنفايات العمومية. كما أكد بعض التجار الذين التقتهم (أخبار اليوم) أن مصالح البلدية غائبة غيابا كليا عن الموقع وتمارس حيالهم إهمالا واضحا لكل المشاكل التي يتخبط فيها السوق، ابتداء من تدهور أسقفه وأرضيته، انعدام النظافة، الأمن، انعدام قنوات الصرف الصحي والمياه، ناهيك عن الخطر الحقيقي الذي يهدد حياتهم ويجعلهم يعيشون في كابوس ليلا ونهارا نتيجة إيصال السوق بكوابل الكهرباء بطريقة غير شرعية فوق طاولاتهم، الأمر الذي تسبب في العديد من المرات في حرائق مهيبة التهمت السلع المعروضة على الطاولات، ناهيك عن تعرض حياة التجار إلى خطر الصواعق الكهربائية والذين نجوا من الموت بأعجوبة، وفي هذا الصدد يقول أحد التجار (نحن لا نستطيع مفارقة الطاولات ولو للحظة خوفا من اشتعال النيران التي ستلتهم بالضرورة كل السلعة المعروضة بالطاولة والتي تفوق قيمتها ال150 مليون سنتيم، حتى في الليل فنحن ننام بخوف منتظرين سماع نبأ اشتعال النيران بالسوق في أي لحظة، خاصة وأن الكوابل مارة مباشرة فوق الطاولات المشيدة بمادة الحديد الذي يعتبر مادة ناقلة للكهرباء، كما طرح محدثونا مشكل الأرضية الذي تتحول إلى برك مائية وحفر وأوحال في كل الزوايا عند تساقط أولى قطرات المطر، الأمر الذي استاء له التجار والمتسوقون في الوقت نفسه. وكان التجار أكبر المتضررين من هكذا الوضع الكارثي الذي يوجد عليه أكبر سوق بالرغاية، وأضاف محدثونا أن السوق يكاد يتحول إلى شبه مفرغة عمومية بسبب انتشار الأوساخ التي تبعث بدورها روائح كريهة بالمنطقة الأمر الذي أثر سلبا على صحتهم وكذا على البيئة المحيطة بهم، متسائلين في ذات السياق عن سبب عدم تسخير أعوان لتهيئة الأسقف والأرضية وتنقية السوق من النفايات بشكل يومي، وقد قال التجار (أن مطالبنا شرعية ولاداعي لكل هذا الإهمال من السلطات البلدية لأن السوق مبني على أرض بلدية الرغاية ونحن نقدم ثمن الكراء إلى هذه المصالح، وعليه فهي ملزمة بأن تقوم بواجباتها وأن تهتم بانشغالاتنا، كما أبدوا تساءلهم عن سبب تهرب البلدية من مسؤولياتها تجاه السوق مادام يدر عليها أرباحا طائلة وتتركه لأشخاص يساومون التجار ويستغلون المواطنين، مشكل آخر أشار إليه محدثونا وهو الاكتظاظ الكبير بفعل تكاثر أصحاب الطاولات، إلى درجة أن طاقة السوق اليومي من حيث عدد الطاولات تضاعف 3 مرات، حيث أن طاقة السوق من الناحية القانونية هي حوالي 500 طاولة، في حين أن العدد الحالي يقارب 1200 طاولة كلهم تجار دخلاء الأمر الذي تسبب في انتشار ظاهرة السرقة وكذا تقلص التجارة بسبب نفور الزبائن منه بسبب تقلص الطريق الذي بات لا يتسع لسير أكثر من شخص واحد، وبالتالي لم يعد يتسنى للزبائن تفقد السلعة في تأني، وعليه فقد طالب تجار سوق الرغاية من خلال منبر جريدة (أخبار اليوم) السلطات المعنية أخذ الاجرءات اللازمة في أسرع وقت ممكن من أجل وضع حد لمثل هذه التجاوزات التي تحدث في سوق الرغاية، لأن مخاوفهم تزداد يوميا على طاولاتهم وسلعهم كما أن السوق يدر أرباحا طائلة لفائدة البلدية من خلال أجور الطاولات و الحصيرة.