ولأن الليل يولد فقط من بين خطوط كفيه زرع كل تلك المسافات قصصاً معفرةً برائحة الغياب.. ومن ثم أخذ يصنع من حزني رغيفاً من الصمت أطعمهُ مرةً لموجةٍ ستحبل بطفلةٍ خبأتها يوماً في رحمي.. لكل تلك الأسماء التي مرت بجانبي واستحالت غباراً أو حتى رماد.. لكل ذاك البؤس الذي ينتشي بدموع النساء.. لوجهي الذي يستظل من أخبار الموت تحت فيء ركنٍ مهملٍ من قلبك.. لكل ذاك الحب الذي يسقط دفعةً واحدةً من كف امرأةٍ لم تعرف أن الحزن سيقضم أصابعها ويتركها بعينٍ واحدةٍ تكتب على صدر الصفحات أغنيةً للحرب .. أغنيةً للسلام !! تحيك قميصاً أبيضاً تدثر به برد الطرقات على قارعة الأرصفة المليئة بالأطياف، بالغياب وبكل تلك الأشباح التي تتراقص على جسدي كل مساء. لو تضحك فقط عالياً من تحت التراب وجوه الأطفال وتملأ سماء ذاك الوطن بالفراشات بالألوان بالبكاء او حتى الصراخ بأي شيئ قد يسكت صوت الموت المنسكب على الحجارة والأبواب شيئٌ آخرٌ يجعل من قلبي أخضراً في غيابك دون أن تمتد أصابع الأرق لتحفر بنشوةٍ على عنق المفردات .. كذاك الهذيان الذي يعلقني كأرجوحةٍ ويشنقني بصمتٍ على شاكلة كلمات. أما أنت فتعال الآن !! قبل أن يتفتح الصباح على نافذتك ويسرق الحلم بأن نتقاسم بعضاً من هذا الحب المحتم كالموت .. تعال قبل أن يبذر هذا الليل قلبي حنطةً لطيور الحقل ويتركني معلقةً هكذا أترنج على حافة النسيان.