لو أنَّ سهماً طائشاً للحُبِّ أخطأَ مرتقى كَعبي لكنتُ فرحتُ أكثرَ بالحياةِ لو أنَّ بسمتَكِ المضيئةَ لم تُنِرْ قلبي لما مشيتُ كأنني أعمى إلى موتي البطيءِ لو أنَّ طيرَ جمالكِ المقهورَ أفلتَ من رؤايَ وقالَ لي كلاَّ... لو أنَّكِ كنتِ في ذاكَ الصباحِ رفضتِ حبِّي دونما معنى... لكنتُ شُفيتُ من مرَضي ومن تبغي الرخيصِ وحكمتي السوداءِ... ممهوراً بماءِ الحزنِ من ولهٍ أُطوِّحُ بالوصايا أو أناشيدِ البطولةِ في الطريقِ لعارِ قسطنطينةِ البيضاءِ.. حينَ أراكِ من خلفَ الندى أبكي كعصفورٍ شماليٍّ وأجهشُ مثلَ ينبوعٍ خرافيٍّ يشقُّ الحلمَ في عزِّ الظهيرةِ وارتعاشاتِ الأصابعِ في الضحى... لو أنَّ سهماً طائشاً للحبِّ ضلَّ طريقهُ المحمولَ فوقَ الريحِ والفصحى... وأجَّلني لكنتُ فرحتُ أكثرَ وانتصرتُ على رمادِ اليأسِ نصراً كاذباً في الوهمِ مثلَ فقاعةِ الصابونِ في ثبجِ الفضاءِ تضيءُ كالدمعِ المكابرِ هالةَ الكلماتِ في قلبي وحولَ رؤايَ... يقتسمُ الرذاذُ خطايَ حينَ تمشِّطينَ الفجرَ بالألحانِ والأمواجِ أو تستنبتينَ خميلةَ الرغباتِ من قدميَّ في السهلِ الفسيحِ... لو أنَّ سهماً طائشاً للحبِّ أنذرَني وحرَّرني من الأسماءِ والأشياءِ كنتُ حملتُ كالذئبِ المراهقِ طائعاً ندَمي وروحي في السرابِ.. وخبرتي _ تلكَ التي من أجلها أشقى _ وجمرةَ فكرتي أو أغنياتي.. أو رمادَ الحبِّ تنعفهُ البحيرةُ في شراييني.. وتجمعهُ أصابعُ شهرزادَ... لو أنني لم أنتبهْ من يقظتي في مثلِ ذاكَ الفجرِ أو كفكفتُ في دعةٍ رذاذَ التبرِ كنتُ نجوتُ من جسَدٍ نبيذيِّ الكلامِ يُزوِّجُ الأشجارَ للماضي ويُولمُ رغوةَ الازهارِ لي في أوجِ هذا الحزنِ أو ضحكِ الفراشاتِ الطفيفِ كأنَّ في قلبي رمالاً مُرَّةً خضراءَ تصعدُ من جروحكِ أنتِ إذْ تفترُّ فاكهةً معلَّقةً على قوسِ الغمامِ... كأنَّ في شفتيَّ جمراً تائباً وخميرةً عمياءَ تبحثُ عنكِ في ولهِ المحبِّ وفي خطى المستضعفينَ وفي السرابِ القُرمزيِّ.. وفي الغيابِ وفي إشاراتِ القرنفلِ واليبابِ وفي الفراغِ وظلِّهِ الممدودِ بينَ حمامتينِ ولعنتينِ تضمِّخانِ الليلَ بالعنَّابِ... لونُكِ طافحٌ وأنا فقيرٌ مُعدمٌ لا شيءَ لي لا ضوءَ لا ظلٌّ ولا فُلٌّ هناكَ يُطوِّقانِ دمي وينكسرانِ في لغتي كعصفورينِ من عصرِ الضبابِ... لو أنَّ سهماً شعَّ من أقصى نعاسكِ أو يديكِ لكنتُ أنهيتُ التأمَّلَ في الوجودِ أو اتكأتُ على حرابي في المدى الخاوي كأني آخرٌ لأناكِ أو حقلٌ من الدُفلى