تواصل بلدية الدار البيضاء التحقيقات الميدانية في ملفات طالبي السكن الاجتماعي التي بلغ عددها 5 آلاف طلب مقابل حصة جد ضعيفة استفادت منها مقدرة ب 100 وحدة سكنية، وهو ما جعل السلطات تقع في مأزق، عاجزة عن تحديد القائمة النهائية، في حين تنتظر العائلات القاطنة بالأقبية وعائلات أخرى بحي عباد رمضان الإعلان عن موعد ترحليهم إلى سكن لائق بعدما انتهت المصالح المختصة من التحقيق في ملفاتها التي تم إرسالها إلى المقاطعة الإدارية للدار البيضاء. قال الياس قمقاني، رئيس المجلس الشعبي البلدي للدار البيضاء أن التحقيق في ملفات طالبي السكن متواصلة، مشيرا إلى صعوبة دراستها بالنظر إلى ارتفاع ملفات طلبات السكن التي تفوق 5 آلاف ملف مودع على مستوى البلدية، حيث أكد أن دراسة الملفات تحتاج إلى دقة كبيرة، لضبط القائمة النهائية للاستفادة من 100 وحدة سكنية. 30 عائلة تقطن في الأقبية على موعد مع الترحيل قريبا وأضاف الياس قمقاني رئيس بلدية الدار البيضاء أن هذه الأخيرة تحصي عددا قليلا من العائلات القاطنة في الأقبية، حيث يبلغ عددها 30 عائلة انتهت السلطات من دراسة ملفاتها وتم التحقيق فيها ميدانيا من قبل لجان مختصة، وأضاف المتحدث أنه تم إرسال الملفات إلى الولاية في انتظار تحديد موعد الترحيل. وأضاف قمقاني، أن العائلات موزعة على عديد البنايات بوسط المدينة، تعيش منذ سنوات وضعية صعبة داخل سكنات تفتقد لأدنى ظروف العيش الكريم، ما جعلها تطالب بالترحيل في عديد المناسبات. وفي نفس السياق، أشارت العائلات القاطنة بالأقبية أنها انتظرت طويلا داخل سكناتها التي حولت حياتها إلى جحيم، عانت داخلها الويلات، خاصة ما تعلق بالجانب الصحي، حيث انعدام التهوية تسبب في إصابتهم بمختلف الأمراض المزمنة التي تفاقمت مع مرور السنوات، مضيفين أنهم راسلوا السلطات مرات عديدة من أجل المطالبة بالترحيل إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تر النور، مشيرين إلى أنهم سئموا من وعود المسؤولين المحليين التي تأخرت في التجسيد. وبخصوص الوعود التي تلقوها حول ترحليهم إلى سكنات لائقة في الأيام القليلة المقبلة، قال السكان المعنيون أنهم لن يصدقوا إلا بعد دخولهم شققهم، مشيرين إلى أن فرحتهم بالترحيل مؤجلة إلى غاية الإعلان عن موعد ترحليهم من قبل مصالح ولاية الجزائر. البلدية بدون قصدير وبخصوص المواقع القصديرية، أكد الياس قمقاني، أن بلدية الدار البيضاء أصبحت مدينة بدون قصدير بعد القضاء نهائيا على المواقع المنتشرة على عدد من أحيائها، خاصة الموقع القصديري بالحميز الذي تم ترحيل قاطنيه كليا من قبل مصالح ولاية الجزائر، وبذلك تم القضاء على أهم النقاط السوداء بالبلدية. وأشار الياس قمقاني إلى أن القضاء على المواقع القصديرية مكن من استرجاع عقارات هامة سيتم استغلالها في تجسيد مشاريع ذات منفعة عامة، إلى جانب استكمال مشاريع أخرى كانت متوقفة بسبب وجود بيوت قصديرية بالقرب منه، على غرار المدرسة القرآنية لتوسعة المدرسة القرآنية بمسجد الرحمة، إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد، بسبب إقامة ثلاث عائلات في بيوت قصديرية بمحيط المسجد، والتي لم تستفد من الترحيل، رغم قيام ولاية الجزائر مؤخرا بترحيل سكان القصدير بحي الحميز، وقد راسلت لجنة المسجد السلطات المعنية مرات عديدة من أجل ترحيل العائلات إلا أنها ما تزال تقيم بمحيط المسجد، ما عرقل انطلاق مشروع التوسعة التي تأخرت أشغال انجازها بسبب وجود سكنات فوضوية بالقرب منها. 300 عائلة تترقب الترحيل بحي عبان رمضان وبخصوص العائلات القاطنة بحي عبان رمضان في الدار البيضاء، فقد كشف رئيس البلدية أن ملفاتها تم دراستها، حيث تشرف اللجان المختصة على الانتهاء منها، ليتم إرسال الملفات إلى مصالح الدائرة في انتظار تحديد موعد الترحيل وفق برنامج ولاية الجزائر. وأضاف رئيس البلدية، أن العائلات تقيم بالأحواش وسكنات هشة بمحيط مطار هواري بومدين في ظروف صعبة، مما يستدعي ترحليهم إلى سكنات لائقة تنهي معاناتهم داخل سكناتهم الحالية. سكان حي عبان رمضان يعانون في صمت من جهتهم، سكان حي عبان رمضان اشتكوا في معرض حديثهم ل"السلام" من عديد النقائص التي أرقتهم كثيرا، حيث رفعوا نداء استغاثة إلى الوالي المنتدب للدار البيضاء لإنصافهم مع بقية الأحياء الأخرى بالبلدية، بسبب تهميشهم من طرف السلطات المحلية، حيث يعاني الحي الواقع في الجهة الجنوبية لمطار هواري بومدين من الإهمال الكلي إلى درجة أن الزائر إليه يخيل له وكأنه يزور إحدى الأحياء النائية بقلب الجزائر العميقة لانعدام أدنى وسائل الراحة والاستجمام. ومما زاد من معاناة سكان حي عبان رمضان أنهم مرغمون لقطع أكثر من 15 كلم للوصول إلى مقر بلدية الدار البيضاء كونهم يقطنون في الجهة الجنوبية للمطار وعليهم فهم مرغمون للتوجه إلى بلدية حمادي بولاية بومرداس على مسافة 5 كلم وبعدها إلى بلدية مقر إقامتهم بالدار البيضاء على مسافة تفوق ال10 كلم. كل هذه المسافة نجد التلاميذ الذي يزاولون دراستهم في المستوى الثانوي يقطعونها يوميا للوصول إلى ثانوية الدار البيضاء والتي لا تبعد في الحقيقة عن مقرات إقامتهم إلا بكيلومترين فقط لو لم يكن بينهم حاجز مطار هواري بومدين الدولي الأمر الذي أرغم بعض الأولياء إلى حرمان بناتهم من مزاولة تعليمهم الثانوي لافتقار الحي إلى النقل المدرسي فحتى وإن كانت السلطات المحلية قد خصّصت حافلة لنقل التلاميذ إلا أنها لا تعمل باستمرار بسبب حدوث أعطاب بها. وإلى أن تتحقق وعود السلطات بترحيلهم إلى سكنات لائقة مثلما جاء على لسان رئيس البلدية الياس قمقاني، الذي أكد أن دراسة ملفاتهم تشرف على الانتهاء تبقى معاناتهم مستمرة يترقبون موعد الترحيل يأملون أن يتم نقلهم إلى موقع مناسب يتوفر على المرافق الضرورية.